خصصت القناة الألمانية الفرنسية “أرتي” تيمتها لليلة أمس الثلاثاء 22 مارس 2011 للماء. خلال تلك التيمة كان تحقيق حول الشركة الفرنسية “فيوليا”. القناة ركزت على الطرق الملتوية التي عمدت وتعمد إليها الشركة الفرنسية لتوزيع الماء من أجل الفوز بصفقات في عدة دول، كما قدمت معطيات عن أساليبها في رفع أثمنة الماء، ففي مدينة نيروبي الكينية، دخلت الشركة الفرنسية سنة 1999 وفي ظرف قياسي ارتفعت أثمنة الماء ب40 في المائة، وهكذا أصبح عدد من سكان نيروبي محرومون من الماء. لم تكتف الشركة بهذا فقط، بل لجأت إلى طرد 3600 عامل كيني وعوضتهم ب45 فرنسيا، وجاء في التحقيق الذي تابعته “كود”، أن تعويضات الفرنسيين تفوق تعويضات العمال الكينيين المسرحين.
وقدمت القناة تصريحا لرئيس المجلس العالمي للماء يشدد فيه أنه سيستمر في الصراع من أجل ماء للجميع.
وفي هذا السياق ذكر التحقيق بما قامت به دول كالأوروكواي وبوليفيا والأرجنتين التي طردت الشركة الفرنسية “فيوليا”، وقد لجأت دول كثيرة إلى استفتاء شعبي لطرد الشركة المكلفة بتوزيع الماء.
كما تناول التحقيق رغبة مدن فرنسية كثيرة في استرجاع تسيير الماء، فمدينة باريس وبعد 25 سنة من التدبير المفوض للماء من خلال فيوليا، استعادت المدينة تدبيرها للماء، الامر نفسه في مدن مثل تولوز وبوردو، فيما عارضت احتجاجات شعبية، كما هو الحال في إيطاليا، إذ أدت احتجاجات المواطنين إلى وقف تخلي المدن عن التدبير المباشر.
للتذكير فإن الأمم المتحدة (بفضل جمعية “فرانس حرية” لدانييل ميتيران) وافقت السنة الماضية على اعتبار الماء حق للجميع.
في المغرب احتجت ساكنة مدن تتواجد فيها “فيوليا” (الرباط وطنجة) ضد غلاء الفواتير وطالب السكان برحيل هذه الشركة، احتجاجات سبق أن خبرتها الشركة الفرنسية في دول كثيرة.