حميد زيد – كود ///

صدّقوني..

فلا يمكن لشاب في مقتبل العمر أن يغامر بحياته كي يصل إلى سبتة المحتلة. هكذا ودون سبب مقنع. يدفعه إلى ذلك.

كما لا يمكنه أن يترك الدولة الاجتماعية ويهاجر.

وأي ولد عاقل.

لا يمكنه أن يفرط في المغرب بهذه السهولة.

تاركا الجو المعتدل خلفه.

و تاكوس. وهبريشة. وما لذ وطاب.

ولذلك لي اليقين أن جهة ما. ويدا خفية. هي التي تتحكم في كل هؤلاء المراهقين.

وغالبا أنها تتوفر على آلة تحكم عن بعد عملاقة.

وبواسطتها تسيرهم.

وتقوم بتوجيههم إلى الركوب في الحافلات.

وتسرع خطواتهم. وتجذبهم إلى الشمال. و إلى الفنيدق. و تجرهم جرا. بالإكراه.

و ضد إرادتهم. ورغما عنهم. يجدون أنفسهم في المعابر الحدودية. وفي البحر. ومقبوضا عليهم. وفي الضفة الأخرى. وغرقى. وناجين.

وأحيانا عراة. وعليهم آثار تعذيب.

ولا يقل لي قائل إن كل هذا الهروب من المغرب هو بسب سوء الأوضاع. وبسبب الفقر. والبطالة.

فالأوضاع عموما جيدة في المغرب.

والعالم كله منبهر بنا حسب ما نسمعه في الأخبار.

وفي التحليلات السياسة الصادرة عن الأساتذة الجامعيين الأكفاء.

لهذا أنا متأكد أن كل ما يقع مدبر. وبفعل فاعل.

وأن من يقبض آلة التحكم عن بعد. ويضغط على الزر. هو نفسه من قام في وقت سابق بزرع شرائح. في أذرع. أو في أدمغة. كل هؤلاء الأولاد والشباب.

وقد تكون هذه العملية استغرقت وقتا طويلا.

وحقنا على مراحل للمراهقين المغاربة.

ومن يعود أدراجه فهو من الذين تلقوا جرعة واحدة.

ومن لا يتراجع. ولا يهاب البحر. ولا يخشى رجال الأمن. ولا تعني له الحياة شيئا. فهو من تلقى على الأرجح. جرعتين أو ثلاثة.

وهذا الموضوع ليس غريبا.

فقد سبق أن تحدثت عنه. في سياق مختلف. زعيمة سياسية مغربية. وذات مصداقية. وأيقونة لليسار. اسمها الرفيقة نبيلة منيب.

وهي أول من حذر من الشريحة.

ومن الحقن الممنهج. ومن البيغ فارما. وغيرها. ومن المؤامرات الهادفة إلى السيطرة على الشعوب. والتحكم فيها عن بعد.

وسلب إرادتها. وتوجيها إلى الوجهة التي تريد. وإلى الفنيدق. وسبتة. في حالتنا.

لذلك على الحكومة أن لا تظل مختبئة.

عليها أن تخرج إلى العلن.

عليها أن تمتلك ما يكفي من الخيال. ومن الشجاعة. وتتحدث عن هذه التليكوموند العملاقة التي تتحكم في كل هؤلاء الشباب الذين حاولوا الهروب بشكل جماعي من المغرب.

عليها أن تدفع بمصطفى بايتاس. باعتباره ناطقا رسميا. ليخبرنا بذلك.

عليها أن لا تخجل من تفسيرها للأحداث.

عليها أن تدفع بنظرية المؤامرة إلى أبعد مدى. وتخبر الرأي العام الشريحة المزروعة في دماغ الشباب المغربي.

والتي تجعلهم يهربون من المغرب. رغم أنه رائع. ويستحق أن يعيش فيه الصغار والكبار

فالوقت مناسب جدا.

ومع تفخيخ إسرائيل لأجهزة الاتصال الصغيرة تلك . التي كان يحملها مئات من عناصر حزب الله في لبنان.

فكل شيء صار ممكنا.

وليس من المستبعد أن تكون تلك الشريحة المزروعة في الحراكة. قد تلقت رسالة من جهة ما. في وقت متزامن.

ولذلك كان عددهم كبيرا.

وجاؤوا من كل المدن. ودفعة واحدة.

و وصلوا جميعا في الموعد. تتبعهم أمهاتهم.

وأي تفتيش بسيط.

وأي راديو

وأي جهاز مسح ضوئي

يمكنه أن يكشف المؤامرة.

لكي يتم بعد ذلك تعطيل الاتصال بين الشريحة

ومن يتحكم فيها عن بعد.

وحينها سيتوقف الهروب الجماعي إلى الشمال

وسيعود الأولاد إلى مدنهم. وأحيائهم. ومنازلهم.

مستيقظين من التنويم والتضليل الذي تعرضوا له

مكتشفين روعة المغرب

وحلاوة العيش فيه.