عن ا ف ب والوكالات ////
قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن الرجل الذي يُشتبه في أنه منفذ الهجوم على كنيس يهودي السبت في جنوب فرنسا، قد اعتُقل مساء اليوم نفسه.
ونشر دارمانان على منصة إكس أن اعتقال المشتبه به تم بأيدي شرطيين من وحدة النخبة “تدخلوا بمهنية عالية على الرغم من إطلاقه النار”. من جهته، قال مصدر مطلع على الملف إن عملية الاعتقال تمت في مدينة نيم، على بعد حوالى 40 كلم شمال منطقة لا غراند موت.
ويذكر أن هجوما استهدف معبدا يهوديا في جنوب فرنسا السبت إذ أشعل مشتبه به يحمل العلم الفلسطيني حرائق عدة وتسبب بانفجار، فيما ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعمل “إرهابي” وبمعاداة السامية.
واندلعت النيران في سيارتين على الأقل، انفجرت في إحداهما أسطوانة غاز صباح السبت أمام المعبد في مدينة لا غراند-موت الساحلية التي تضم 8500 نسمة، ما أدى إلى إصابة شرطي بجروح.
وفتحت نيابة مكافحة الإرهاب في فرنسا تحقيقا في محاولات اغتيال “إرهابية” السبت.
وقد اعتُقِل أيضا شخصان آخران بحسب النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب.
وتضمن بيان لمكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب “داخل الكنيس، كان هناك خمسة أشخاص، بينهم الحاخام، لم يصابوا بأذى”، مشيرا إلى أن “التحقيقات مستمرة”.
وأظهرت كاميرا مراقبة مشتبها به يغادر المكان سيرا بعد وقوع الانفجار، وقد لف خصره بعلم فلسطيني وكان يحمل قوارير فارغة في يده، وربما سلاحا، وفق ما أفاد مصدر مقرب من التحقيق. واعتمر المشتبه به كوفية حمراء بحسب صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتحققت وكالة الأنباء الفرنسية من صحتها.
وقالت قناة “بي اف ام” تي في ان المتهم بتنفيذ عملية ارهابية من اصل جزائري مقيم بشكل قانوني في فرنسا واب لاطفال
وصرح الرئيس الفرنسي في وقت سابق “نلجأ إلى كل الوسائل للعثور على مرتكب هذا العمل الإرهابي”. وتابع عبر منصة “إكس” أن “مكافحة معاداة السامية معركة مستمرة”.
وأدانت الحكومة الفرنسية مرات عدة تزايد الأعمال المعادية للسامية في البلاد منذ أن شنت حركة حماس هجوما في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 اندلعت على أثره الحرب في قطاع غزة.
وكتب رئيس الوزراء الفرنسي المستقيل غابريال أتال على موقع “إكس” أنه “عمل معاد للسامية، مرة أخرى يُستهدَف مواطنونا اليهود”.
ووقع الانفجار أمام كنيس بيت ياكوف (بيت يعقوب) السبت وهو يوم الراحة الأسبوعي لدى اليهود. ولم تكن تقام الصلاة في هذه الأثناء.
وتضرر بابان من أبواب المعبد جراء انفجار أسطوانة الغاز الموجودة في إحدى السيارات التي أُحرقت. وأدى عصف الانفجار إلى إصابة أحد عناصر الشرطة البلدية بجروح طفيفة بعدما وصل إلى مكان الحادث عقب اندلاع الحريق، حسبما أكد مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب.
وأفاد مصدر في الشرطة بأن أسطوانات غاز عدة أخرى كانت موجودة في مكان الحادثة قبل وقوع الهجوم لتنظيم حفلة شواء، انفجرت إحداها على الأقل.
وأدان وزير الداخلية جيرالد دارمانان ما وصفه بأنه عمل “إجرامي” على شبكة التواصل الاجتماعي إكس.
وأكد الوزير المستقيل أنه طلب من قوات الأمن في البلاد تعزيز حماية أماكن العبادة والمؤسسات التعليمية اليهودية “فورا”.
وندد رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يوناتان عرفي “بشدة بمحاولة لقتل اليهود”.
وقال إن “استخدام أسطوانة غاز في سيارة في وقت يُعتقد أن مؤمنين يصلون في كنيس يهودي ليس مجرد حريق متعمد، وليس مجرد مهاجمة مبنى أو مكان عبادة، بل هو رغبة في القتل”.
وأثار الهجوم ردود فعل سياسية، في وقت ما زالت فرنسا من دون أفق واضح لتشكيل حكومة منذ هزيمة المعسكر الرئاسي في الانتخابات التشريعية في 7 يوليوز الماضي.
ونددت زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان بـ”تصاعد معاداة السامية” فيما استنكر جان لوك ميلنشون زعيم حزب “فرنسا الأبية” (يسار راديكالي) الذي يتهمه خصومه بتأجيج الكراهية ضد اليهود “جريمة غير مقبولة”.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية في 9 غشت أن الأعمال المعادية للسامية تضاعفت نحو ثلاث مرات في البلاد في النصف الأول من 2024 مع تسجيل “887 واقعة” مقابل 304 خلال الفترة نفسها من 2023.
وكانت معاداة السامية أحد المواضيع الرئيسية خلال الحملة الانتخابية الأوروبية وحملة الانتخابات التشريعية في فرنسا التي شهدت جدلا بشأن مواقف اليسار الراديكالي واليمين المتطرف.