عمر أوشن – كود//
تحولت صفحات الفايسبوك مؤخرا الى حائط مبكى..
أفكر كم مرة في الإقلاع عن هذه العادة :عادة فتح الفايس قبل أن أغسل وجهي وأشرب قهوتي الصباحية.
لكن هي بلية صعبة وضعتها التكنولوجيا في يدنا تسللت في خلايانا دقة دقة بمرونة..
دخلت بسلاسة الى أعماق النفس و الغرائز وكيمياء السلوك اليومي..
لم أعد أقرا الصحف الورقية من مدة عدا لو كانت لي نية مبيتة في مقال أو عمود..
مؤخرا سمعت أن جريدة رسالة الأمة ما زالت تصدر أن مقرها في ليساسفة.
أإعتقدت جازما من سنوات أنها لم تعد تصدر.
كانت الصحف تملك مقرات في قلب المدينة ويخلق مقر الجريدة حوله نشاطا و رواجا ..
تدهورت الحالة الى أن وصلت مقرات الصحف الى ليساسفة و دوار الصهد..
حتى مقالات الورقي صرنا نقرأها على الويب هنا تصل إليك وأنت في عقر دارك في ساعة متأخرة من الليل..
زمن القراءة تغير..
طقوس القراءة تبدلت..
العلاقة بالزمن تغيرت..
العلاقة بالآخرين والأصدقاء والأسرة حدث فيها ما حدث تحت تأثير هذه التكنولوجيا الشيطانية الملعونة..
الفايس تحول مؤخرا الى مأتم. إلى مواكب جنائزية .إلى حلقة بكاء..وتحسر..ونحيب ومرثيات فيمن ماتوا..
هناك ساندروم جديد من الإكتئاب صار يعرف لدى الأخصائيين عنوانه الأنترنيت والصور والفيديوهات التي نشاهد كل يوم ..
من حيث الكم والكيف والمحتوى هي أشياء تدمر..
الجيل الذي ولد زمن السمارتفون فوضعوا في يد الرضيع الهاتف قبل الرضاعة لا نعرف ماذا يخبئ لنا..
الفايسبوك حزين هذه الأيام..
عدد الموتى ..
غرف العمليات ..
الدعاء والدعاء ثم الدعاء..
من أين أتت هذه الثقافة..المغاربة كانوا يدعون بالله يرحم والديك..الله يرضي عليك..الله يديك علىخير..الله يدينا في الضو.و أشياء أخرى بسيطة وعميقة ودالة..
اليوم أصبح الدعاء معلقات وأعمالا كاملة..
أصبح كلية جامعية كاملة مستقلة ..
أصبح الدعاء ديوان من لا ديوان له ..
نستيقظ بالدعاء وننام بالدعاء ونمشي في الاسواق بالدعاء وندخل الحمام بالدعاء..
دعاء جاءنا مع فقهاء الظلام من مصر والحجاز تفقهوا في هذا ” العلم” إلى درجة أن خرجوا لنا بدكتوراه في الضراط وغسل الجنابة؟؟
الفايسبوك لا يبشر بخير..
إنفجار هائل حصل في الإتصال والأخبار لكن تعمقت هوة العزلة والألم والعبث والعنف والتيه والفوضى وصحافة شاهد إن لم تشاهد فإعلم أن الشيطان منعك..