الرئيسية > آراء > سيارة مهدي بنسعيد الثقافية! سيارة لا تهتم بالربح وتتزود بطاقة الروح العميقة
28/01/2023 10:00 آراء

سيارة مهدي بنسعيد الثقافية! سيارة لا تهتم بالربح وتتزود بطاقة الروح العميقة

سيارة مهدي بنسعيد الثقافية! سيارة لا تهتم بالربح وتتزود بطاقة الروح العميقة

حميد زيد – كود//

يظن موقع “لوديسك” أنه فضح مهدي بنسعيد وزير الثقافة.

يظن أنه ضبطه متلبسا. وبالجرم المشهود.

بيننا ليس هناك أي تضارب مصالح.

ليس هناك أي عيب. ولا أي استغلال للموقع الحكومي. ولا للنفوذ.  في أن يكون مهدي بنسعيد. مساهما بحصة خمسين في المائة. في شركة “نيو”.

هو وحرمه المصون. وأبناؤه.

الشركة التي قال لنا وزير التجارة والصناعة رياض مزور. إنها ستصنع لنا أول سيارة مغربية مائة في المائة.

بينما هي لوزير في الحكومة بنسبة 50%.

ولو كنتُ مكان السيد مهدي بنسعيد . لما حرت جوابا في الرد على التحقيق الذي نشره موقع “لوديسك”.

ولما لجأت إلى الصمت.

ولأخرست كل ألسنة السوء.

ولأفحمتهم.

ولدفعت عني كل التهم.

ولقلتُ إن الأمر يتعلق بسيارة ثقافية.

سيارة تشتغل بطاقة الروح.

سيارة تتزود ببنزين من خيال القصص والحكايات التي لم تكتب بعد.

سيارة لا تهتم بالربح على عكس ما يعتقده الصحافي كاتب التحقيق.

سيارة للشعراء وللفنانين.

سيارة خاصة برجال ونساء المسرح.

سيارة ستكون تحت تصرف طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.

وكل ناجح سيفوز بسيارة “نيو” يتنقل بها. ويجري البروفات فيها. ويستعملها كركح.

سيارة مسرح.

سيارة سينمائية.

سيارة للغناء. وللفرق الموسيقية. وللرقص.

سيارة ستوضع رهن إشارة كل كاتب ناشىء.

وكما جرت العادة أن تطبع وزارة الثقافة ” الكتاب الأول”. فإنها ستمنح السيارة الأولى للشعراء الشباب.

كي لا ينحرفوا. ولا يتوقف مسارهم. في بداية الطريق

وكي لا يزعجهم الناس في وسائل النقل العمومية.

وكي يبدعوا بعيدا عن الصخب.

سيارة ليست كالسيارات.

سيارة مثقفة. ومتألقة. وماتعة. ومبدعة. وأنيقة. ومدهشة.

سيارة سيدوم لها التألق.

سيارة لا تقدر بثمن.

سيارتي أنا وزير الثقافة مهدي بنسعيد التي سأطبع كل سنة آلاف النسخ منها على نفقتي الخاصة.

وسأبيعها بيعا نضاليا للوزارات والمؤسسات الرسمية.

وستكون لي الحظوة.

وسأستغل منصبي كوزير معنويا.

وستروج لها الحكومة و ستشتريها وستدعمها لأنها سيارة لا مادية. وغير ربحية.

سيارتي النيو الرمزية. الرقيقة. الأثيرية. الحلوة. الفنانة.

التي لا تلوث الجو.

ولا تبعث إلا غازات أفكارها العميقة.

فأين تضارب المصالح في سيارة من هذا النوع.

أين استغلال النفوذ.

أين الفضيحة في أن أكون مستثمرا داخل الحكومة. وأوظف وزيرا فيها للترويج لسيارتي النخبوية. القارئة. الكاتبة.

وأتظاهر بأن لا دخل لي بالأمر.

وأتحدث إلى الكتاب المغاربة. وأسحب منهم جائزة المغرب للكتاب. وأقول لهم إن الإبداع لا يقدر بثمن.

بينما أنا معتكف على تأليف شركة مزيدة ومنقحة.

وعلى صناعة سيارتي الخاصة.

وعلى البحث عن الأرباح. موظفا في ذلك الحكومة. مستغلا للسلطة التنفيذية. والثقافة. والوضع السياسي في البلاد الذي يسمح لي بأن أفعل كل هذا.

وبأن أتألق.

وأصعد باسم الحداثة وباسم الأصالة والمعاصرة.

وبرعاية من السلطة.

كما لو أنها شركة إعلانات تابعة لي.

تقوم بإشهار لشركتي. ولسيارتي الرائعة. المغربية مائة في المائة. والتي قال موقع لوديسك أني أحوز على نسبة خمسين في المائة منها.

وقد يتساءل بعض المغرضين: من أين لي المال.

من أي لي كل هذا الرأسمال كي أكون مالكا لخمسين في المائة من شركة بهذا الحجم.

بينما يجهلون أن الإبداع والثقافة لا يقدران بمال.

وقد لا يكون أي شيء لي.

وقد أكون مجرد واجهة.

وقد أكون نائبا لشخص ما هو الذي وضعني في الشركة.

وهو الذي منحني الحقيبة. حقيبة وزارة الثقافة.

وهو الذي ألفني.

وهو الذي أبدعني واخترع شخصيتي كوزير يصنع السيارات.

وقد لا تكون الشركة لي ولا السيارة.

وهذا موضوع فلسفي وميتافزيقي. يدخل في صميم العمل الفكري والثقافي. الذي أنا وصي على قطاعه.

وما لا يعرفه موقع لوديسك أني كتبتُ سيارتي

ورسمت شركتي

وفكرت فيها بخيالي الجامح

خيالي الذي تفوق قيمته كل أموال الدنيا.

فأين الفضيحة في هذا.

أين تضارب المصالح.

وهل صار الإبداع والخيال والعمل الثقافي تضارب مصالح في نظر هذا النوع من الصحافة.

وأين  الحكومة من كل ما يقع

وبعد وهبي وابنه

جاء الدور على مهدي بنسعيد

حيث لا أحد ينجح في المباريات. ولا أحد يستثمر. إلا الوزراء. وأسرهم.

وحيث القطاع العام في خدمة القطاع الخاص.

وحيث السلطة التنفيذية تروج لوزير مستثمر

ولسيارته

وحيث المشبوه والمتهم في النهاية

هو الصحافي

وهو المواطن المغربي.

وهو الذي يدفع الثمن حين يظن سيارة الوزير مثل السيارات الأخرى.

بينما هي سيارة ثقافية

وعميقة.

ولا يمكن سبر أغوارها.

ولا تفكيكها بالبراغي.

ولا يمكن الشك فيها ولا في مصنعها.

ولا يمكن في هذه الحالة التلميح إلى أي تضارب مصالح.

و الدليل على ذلك هو أن لا شيء سيحدث. ولن يهتم أحد بتحقيق الزملاء في لوديسك.

ولن يرد عليهم الوزير ولا الحكومة.

وسننتقل إلى قصة أخرى من قصص هذا المغربي العجائبي

والذي تقع فيه أشياء وأحداث خطيرة لا يمكن أن تقع في أي مكان آخر.

لكنها تبدو لنا عادية.

ومألوفة.

ولا تثير أحدا. ولا تستحق تحقيقا. ولا تكذيبا. ولا تستحق ردا ثقافيا. من وزير سياسي. يستثمر في الحكومة. وفي الدولة. ويتألق. ويبدع. ويؤلف رأسماله الخاص.

ويوقع الأتوغرافات للمعجبين به من المؤسسات الرسمية التي ستشتري سيارته.

دون كل السيارات.

موضوعات أخرى

29/03/2023 19:30

“بلومبرگ”: صادرات روسيا من الگازوال ماتأثراتش بعقوبات أوروبا وعندها كليان بحال المغرب اللي ولى كيشري من عندها بزاف

29/03/2023 19:20

لتحقيق السيادة الصناعية.. المجلس الاقتصادي والاجتماعي اقترح لائحة للمعادن الاستراتيجية والحرجة وإشراكِ الساكنة فمشاريع الاستغلال المنجمي

29/03/2023 18:30

سفير فرنسا السابق فالجزائر: هذوك الناس مراض بالمغرب وشبعانين غيرة وحسد من جهتو

29/03/2023 18:20

تبديد الرصيد العقاري العمومي فجهة مراكش آسفي وتفويته لشخصيات سياسية ومنعشين عقاريين أمام رئاسة النيابة العامة

29/03/2023 17:30

فاجعة.. 5 أشخاص ماتو و27 آخرين تصابو فحادث اصطدام ترونسبور بشجرة بين البراشوة والرماني