حميد زيد كود ///

أي سلوقية هذه يملك عزيز غالي.

أي كلبة هي.

وكلما أطلقها.

وكلما أمرها أن تجري نحو الطريدة.

تذهب مسرعة.

وتعود بها في رمشة عين إلى حميد المهداوي.

الذي يتسلمها.

منبهرا بالصياد.

وبكلبته السلوقية.

وبالصيد.

ومهما كانت الطريدة ضخمة.

ومهما كانت حيوانا أسطوريا.

يتسلمها المهداوي.

مندهشا.

مستغربا.

مستسلما.

مصدقا.

صارخا تارة: أواه.

وصائحا طورا: بزاااااااف.

ومهما كانت لا تصدق.

ومبالغا فيها.

يأخذها منه.

ويريشها.

ويقوم بسلخها.

ويعتبرها معلومة صحيحة.

فيتحمس عزيز غالي.

ويطلق سلوقيته في كل اتجاه.

فتعود حاملة ديناصورا من خطمه.

وتنينا.

ودبا.

وأرقاما مهولة.

وخرافية.

ولا فرق بين الدرهم.

ولا فرق بين السنتيم.

والمليون.

والمليار.

ولا فرق بين الحقيقة والخيال.

وفي كل مرة يطلق عزيز غالي سلوقيته.

يكون الصيد وفيرا.

فيولم منه للمهداوي.

وللجمهور.

فلا يبقى أحد جائعا.

ويشبع كل من الفيسبوك.

ويدخل الفضوليون إلى اليوتوب ليأكلوا مما يصطاده عزيز غالي.

ويتحلق حول السفرة الشعبويون.

والديماغوجيون.

وأصحاب جوج بحورة.

والذين يطالبون باقتسام الفوسفاط بالعدل بين المغاربة.

فلا يبقى جائع في مأدبة عزيز غالي.

وإضافة إلى كلبته السلوقية.

فهو على علم بكل الخبايا.

وبكل الأهداف.

وبما يخطط له.

وبما حدث.

وبما سيحدث.

ويعرف أن كل هذا الإحصاء.

هو من أجل التحكم في الدعم.

وحرمان الحاصلين عليه منه.

ومن أجل ضبط المؤشر.

منبها المغاربة إلى الخطة.

ومحذرا إياهم من أن يكونوا صرحاء.

ومن أن يقولوا الحقيقة.

ومن تقديم المعطيات الصحيحة.

لأنها فخ.

للإيقاع بهم.

ولسحب الخمسمائة درهم التي منحت لهم في السابق.

حتى أن بعض المنبهرين بإلمام عزيز غالي بكل المواضيع. وكل المجالات.

وصيده للأرقام السمينة.

صاروا يتساءلون عن السبب الذي يجعل الدولة لا تستفيد من خدمات عزيز غالي.

وحينها يبتسم عزيز غالي.

ويتواضع.

ويخجل من نظرة حميد المهداوي.

ومن تقدير الجمهور له.

ومن شعبيته التي حصل عليها بالأرقام التي يقدمها.

وبفضحه للدولة.

وإذا كان للإسلاميين المقرئ أبو زيد.

فلليسار عزيز غالي.

وكل واحد منهما يملك سلوقية لا تنافسها أي سلوقية أخرى.

وتشمّ الفريسة أينما كانت.

وتجري بسرعة لا تجري بها أي كلبة أخرى.

لكن عزيز غالي يتفوق على المقرئ بإنفاقه الكبير على المعلومة.

وفي الوقت الذي يحصل المقرئ أبو زيد على المعلومة مجانا. ومن كتب ووثائق سرية اطلع عليها.

أو من حديث مع دكتور اسمه جونسون.

أو ألبرتو.

وهذا الدكتور يكون غالبا بلا كنية.

وبلا مكان يوجد فيه.

وبلا جامعة يدرس فيها.

وبلا هوية.

وبلا وجود حقيقي.

يكون من صنع مخيلة المقرئ.

فإن عزيز غالي يدفع من أجل الحصول على المعلومة الثمن الخيالي.

ويدفع في كل سنة 32 مليون سنتيم كواجب اشتراك.

ليعرف ثمن الأدوية الحقيقي.

وليعرف أن دوليبران يباع في الهند بدرهم بينما نشتريه في المغرب بخمسة عشر درهما وثمانية عشر سنتيما.

ومن أين له هذا.

من مداخيل صيدلية عزيز غالي.

كما قال بعظمة لسانه.

وهو رقم كبير وصادم للصيادلة الذين لن يروقهم أن يسمعوا أن زميلا لهم يبدد كل هذا المبلغ في اشتراك واحد.

ما يعني أن الصيدلي المغربي يربح مئات الملايين. في السنة.

ولا يؤثر عليه في شيء أن يدفع 32 مليونا في اشتراك واحد.

ولا تؤثر عليه الأدوية الجنيسية.

ولا نسبة الأرباح المحددة من كل دواء.

وبعد رجال التعليم.

فإنه من المتوقع أن يثير عزيز غالي غضب زملائه في المهنة.

لأنه فضحهم.

وكشف عن مداخيلهم الكبيرة.

بينما نحن أصحاب المهن الأخرى نكتفي بأن نشتكي من المائة درهم التي ندفعها لنيتفليكس.

ومن الدولارات الستة التي ندفعها لسبوتيفاي. كاشتراك.

ولكل المنصات الرأسمالية.

دون أن نقدم أي معلومة نافعة.

ودون أن نخدم الشعب المغربي.

ودون أن نفيده بأي شيء.

مساهمين فقط في الاستهلاك.

وفي نشر قيم التفاهة.

وفي الفرجة على العالم.

وعلى ما يحدث فيه.

دون أن نؤثر في أحداثه.

وفي التشكيك في أرقام غالي.

متمتعين بمبالغاته.

ويكفي أن يصرخ حميد المهداوي: أواه. كلما سمع رقما من عزيز غالي.

ويكفي أن يندهش كلما منحه معلومة

حتى تنطلق السلوقية

أبعد

وأبعد

ولا تتوقف أبدا عن الجري.

ولا يتوقف الرفيق غالي عن القنص.

وعن إشباع جوع المغربي

المحتاج إلى من يقدم له طرائد من هذا النوع.

فيلتهمها بالكامل.

ويصنع بها خطابا.

وحقيقة.

وكلما جاع هذا المغربي.

لا يتأخر غالي

ويولم له.

ويطبخ له الأرقام.

والحقائق.

والمعطيات.

وما لذ وطاب.

ويشعل النار

ويكثر له من الدسم.

ويتبرع

ويشترك بالملايين

ويضحي

ويتحدث بالأرقام

دون أن يرف له جفن.

ودون أن يفكر.

ولا مرة واحدة.

في لجم كلبته السلوقية.

وفي إراحتها من الجري.

ومن القنص.

وفي تشغيلها في قناة المهداوي.

صباحا

ومساء

ويوم الأحد

وهو الرجل الحقوقي.