حميد زيد – كود//
كم من سلوقية أطلقها المقرىء.
وكم من قصة اخترعها.
و كم من أسرار خطيرة كشفها.
وكم من علماء ومفكرين صنعهم من بنات أفكاره دون أن يكون لهم وجود فعلي. ودون أن تكون لهم أسماء.
لئلا يكشفهم العدو.
وكم من إسراف في المبالغة.
ولو كنا نقدر علم المقرىء أبي زيد حقا.
ولو كنا نقدر موسوعيته.
لقمنا بجمع سلوقياته القيمة في كتاب.
ولوضعنا لها عنوان “سلوقيات المقرىء” كي يطلع عليها الجميع.
وكي تصل إلى كل المكتبات.
ويقرأها العرب.
وكي تدخل سلوقيات المقرىء إلى كل بيت.
وتستفيد منها كل الأجيال.
وتستفيد منها الأمة العربية والإسلامية.
وكي يتأكد الغرب أنهم عراة أمامنا ونعرف عنهم كل شيء.
فبعد أن أفشى لنا المقرىء أن الأمريكيين والأوربيين يؤرشفون بشكل سري جدا جدا جدا كل علومهم باللغة العربية الفصحى. لأنهم يعرفون أنها اللغة التي ستبقى بعد أن تموت كل اللغات.
ها هو يخبرنا في برنامج يدعى “مغارب” أن المغاربة رفضوا أن ينادوا على الكارو السي الكارو. فحذفوا السي. محتفظين فقط بالكارو.
لأن الكارو غير محترم ولا يستحق أن تسبقه السي.
مقدما ذلك كحقيقة علمية.
بينما كان مقدم البرنامج منبهرا بالمقرئ.
وبعلمه الغزير.
فاغرا فاه.
صارخا الله الله.
دون أي تدخل منه.
معترفا أنها المرة الأولى التي يسمع فيها هذه المعلومة الخطيرة.
ودون أي محاولة منه للقبض على على تلك السلوقية التي ظلت تركض في برنامجه لأكثر من ساعتين.
مساهما هو و ضيفه المقرىء في الهجوم على كل ماهو مغربي.
وفي رفض الحضارة المغربية.
وفي الهجوم على الثقافة المغربية. وعلى العادات المغربية.
وعلى التدين المغربي.
وعلى الزوايا.
وعلى الصوفية.
وعلى “حج” التيجانيين إلى المغرب.
منتصرين لـ”الصحوة”. وللإسلام المستورد.
بينما كان من الممكن أن يكون البرنامج ناجحا بالتركيز على سلوقيات المقرىء فقط
واستفزازه
وتحريضه عليها
كي يمتعنا
وكي يشط به الخيال إلى أبعد مدى.
لكن مشكلة برنامج مغارب أن صاحبه يحمل نظرة مشرقية إلى المغرب
وقد كان من الأفضل أن يسميه صاحبه “مشارق”
أو مَخالج
أو مَسالف.
لأنه ظل خلال كل دقائق الحلقة
ينظر إلينا
من الخارج
منتصرا لكل ما هو خليجي وقطري
وسلفي
وإخواني.
وما يشفع له هو السلوقيات
التي تستحق
أن تجمع وتصنف في كتاب
وتنسب إلى صاحبها الحقيقي العلامة المقرىء أبو زيد
قبل أن يسرقها من منا اليهود والنصارى
ويقوموا بأرشفتها
والاستفادة منها بعد آلاف السنين من الآن.