اعدها ل”كود” الباحث عبد اللطيف اگنوش ////

في الحلقة السابقة تساءلت على النقاش للي كان بين الفاعلين السياسيين المغاربة في القرن 16 حول شرعية الانتماء للبيت النبوي الشريف…وقلت بللي هاذ الموضوع ديال الشرف، رغم أهمِييْتو السياسية، إلا أن هناك أشياء أهم استعملاتها الدولة السعدية الشريفة في تبرير وصولها للسلطة، منها الجهاد الدفاعي ضد الأوربيين للي كانو محتللين المدن الشاطئية المغربية، بالإضافة للسياسة الوضعية ديالهوم في اتجاه الحقل الديني والسياسي…

في هاذ الحلقة ديال السبت غادي نكتافي بالموضوع اللول للي كايهم الجهاد الدفاعي على المغرب، وكيفاش اسْتاغللوه الأمراء السعديين في تعبيد الطريق نحو السلطة والسلطنة ومحاولات توحيد المغرب والمغاربة…

ابتداء من شهر غشت من عام 1511 ميلادية من بعد المبايعة ديالو، محمد القائم بأمر الله، دار الحملة العسكرية اللولة ديالو ضد البرتغاليين للي كانو مستعمرين حصن “فونتي” (قرب أكًادير الحالية) من عام 1505 ميلادية…الحنكة ديالو الحربية والعسكرية دفعات قبايل “حاحا” و”الشياظمة” أنهوم يبايعوه ويعييطو عليه في عام 1516 ميلادية بحيث استاقرر في “أفوغال” حتى مات في عام 1517…الإبن ديالو أبو العباس أحمد الأعرج (1517-1540 ميلادية)، وللي كان ولي العهد منذ عام 1512 ميلادية، وكان القائد العسكري بامتياز في سوس منذ سنوات، استاطع أنه يحتل “تافتنا” قرب “سانطا كروز” (أكًادير) عام 1514 ميلادية…الغرض ديال أبو العباس الأعرج من هاذ الاحتلال كان هو تصفية سياسة الحماية البرتغالية لواحد العدد من القبايل المغربية ديال المحيط الأطلسي، بحال قبايل “كًزيمة” و”ازرارة” والزعيم ديالها “مالك بن داوود”، أو قبايل “عبدة”، وللي الزعيم ديالهوم “يحيى أوتاعفوفت” اعتانق المسيحية واصْبح أكبر مدافع على سياسية البرتغاليين في المغرب، حتى قام أبو العباس الأعرج بتدبير القتل ديالو وتهنى منو…

في عام 1518 ميلادية، أبو العباس الأعرج، وعلى بعد أربع كيلومترات من “سانتا كروز”، غادي يبني واحد القشلة للعسكر ديالو باش يطوًوق القوى البرتغالية في المنطقة…وأمام هاذ الحصار، عامل المدينة آنذاك “دون فرانسيسكو دي كاسترو” Don Francisco Di Castro ، خرج باش يفكك الحصار على الحامية العسكرية ديالو، ولكن العسكر ديالو انْهَازم واحد الهزيمة خايبة بزاف…الشي للي دْفع البرتغاليين يعرضو عليه واحد الاتفاقية ديال الهدنة في عام 1523 وللي قبلها السلطان السعدي…ثم اغتانم هاذ الهدنة النسبية معا البرتغال باش يهجم على الإسبان في منطقة “واد نون” في عام 1524 ميلادية، ويحقق انتصار كْبيرعليهوم…وهاذ الانتصار هو للي عزز مكانتو بين القبايل، وسهًهل عليه أنه يتْوَجًه لمدينة مراكش، وغير بالحيلة اسْتاطع أنه يقتل آخر أمراء “هنتاتة” من داخل القصر ديالو ومن طرف الخدام ديالو للي وككلوه السم…وكان هاذ الدخول لمراكش منعطف كبير وكبير بزاف في تاريخ دولة السعديين، بحيث من هنا بدات رسميا الدولة ديالهوم، وبداو كايفكْكرو في اجتياح شمال المغرب نحو مدينة فاس…

في عام 1534 ميلادية، السلطان أبو العباس طَوًوق مدينة آسفي، ولكن الجيش ديالو مانْجَحْشاي أنه يحررها لأن البرتغال نزلو بكل الثقل ديالهوم في المنطقة، ولكن أمام الضربات المتوالية ديال السلطان السعدي، البرتغاليين بداو كايفكْكرو أنهوم يتخللاو على المنطقة كولها…وبالفعل، 7 سنين من بعد، في عام 1541، وأمام التحركات التركية للهجوم على شبه الجزيرة الإيبيرية، البرتغال تخللاو على مدينة آسفي ومدينة آزمور…وهاذ الحدث قووى كثير من المكانة ديال السعديين عند المغاربة، وقووًى بالتالي من شرعيتهوم السياسية في حكم المغرب والمغاربة…

وفي هاذ السنة، الأخ الأصغر ديال أبو العباس الأعرج، محمد الشيخ أو محمد أمغار، للي كان معروف عند سْواسة بالحنكة الحربية ديالو، غادي ياخذ العرش من خوه، باش يصبح سلطان في بلاصتو، وفي نفس الوقت خذا اللقب ديال “محمد المهدي”، وهو اللقب باش هو معروف في التاريخ المغربي من ذاك التاريخ…

إذن كانت هاذي بعجالة، إطلالة على العمل “الجهادي الدفاعي” للي قامو بيه السلاطين السعديين قبل ما يستَوْليو على مدينة فاس، وهو العمل للي كايبان أنه لعب دور كبير في تقوية الشرعية السياسية ديالهوم حسب المؤرخين الرسميين ديال السلالات الشريفة…ولكن الملاحظ أن هاذ العامل ماكانش بوحدو، بل كان هناك عامل السياسة الدينية للي طببقوها في اتجاه الإسلام الرسمي والشعبي وللي كان أساسي كذلك في تقوية هاذ الشرعية السياسية…