عمر بنحسون- كلميم

لاتزال الى حد الساعة العديد من الدواوير و القرى في كل من منطقة زاكورة و وارزازات و كلميم و افني محاصرة بفعل الفيضانات التي جعلت الاودية تمر فوق الطرق الضيقة التي يعو تاريخ انشاؤها الى الفترة الاستعمارية او انهيار القناطر التي بنتها اجهزة الدولة سواء الوزارية او المحلية كالجماعات.

ولاتزال  مشاهد وفاة و غرق عشرات من السكان بكلميم وهي مصورة تمر على اذهان المغاربة،وكيف تشبثوا بالحياة الى اخر رمق،ويتذكر كثير منا ملاسنات بين رئيس بلدية كلميم و الوالي و غيرها من النقاشات التي تلت الكارثة و التي يحمل فيها كل جانب المسؤولية الى طرف اخر، ناهيك عن تصريح وتلميح وزير الداخلية ومعه وزراء اخرون بأن ما وقع كارثة طبيعية لا مناص منا و تقع في العديد من الدول المتقدمة.

قد نتفق او لا نتفق مع هذه التلميحات،والتي  قد ذهب بعض منها الى مستوى “اش داهم كاع يسكنوا تما؟ ما لقاو غير هادوك الجبال؟”

لكن السؤال – رغم حساسيته- و التي يدور في اذهان سكان المنطاق المتضررة التي اعلنت منكوبة من طرف الحكومة هو لماذا لم تتم تعبئة الجيش؟  كما يقع في تلك الدول المتقدمة حين تقع كارثة ما،في اليابان أول جهاز  يتم استنفاره في حالة الزلازل المتكررة و في امريكا ايضا حين يعلن عن قرب قدوم عاصفة، يكون هو جهاز الحرس الوطني و الجيش، نظرا لتجهيزاته المتطورة و قدرة رجاله و افراده على العمل السريع و المنظم.

واذا علمنا ان المنطقة الجنوبية تتوزع فيها العديد من القواعد العسكرية المتقدمة و الخلفية،بمختلف تلاوينها من مشاة و هندسة و محمولة جوا، وما تملك من عتاد و جرافات ما يمكنها من التدخل السريع لتنظيم السير و الجولان و ايضا لفتح الطرق و انقاذ العالقين وسط السيول ، ناهيك عن القوارب و الهيلوكبترات.. بالاضافة الى المستشفيات المحترفة  القارة و المتحركة الميدانية  ،فإن لم يتدخل الجيش والقوات الشبه عسكرية في مثل هذه المناسبات فمتى ستتدخل؟

الجميع يعلم أن مدينة بوزيكارن و قرى تيمولاي و تيمسورت  و تغمرت و اسا و السمارة و طانطان و غيرها  تعد من اكبر المدن التي تعرف تواجدا عسكريا، وما وقع من تماطل في انقاذ الغرقى لذين رأيناهم جميعا متشبثين بالاغصان في حين كان بالامكان انقاذهم باتصال هاتفي فقط الى القواعد العسكرية،ماوقع سيعمق ، بل قد عمق جراح سكان اقليم كلميم الذين   لا يجدون انتماؤهم لا في منطقة محظوظة بالامتيازات المتنوعة  في الجنوب ولا في” المغرب ” الداخل “النامي..