حميد زيد – كود//

أمريكا ترامب.

أمريكا التي تمد إسرائيل بالسلاح.

أمريكا المنحازة بالكامل للاحتلال.

أمريكا التي يفكر رئيسها في تهجير كل أهل غزة.

أمريكا صديقتنا.

أمريكا حليفتنا.

هي أمريكا نفسها التي منحت الأوسكار لفيلم وثائقي. بإخراج مشترك فلسطيني. إسرائيلي.

يفضح الاستيطان. والتهجير الممنهج. وهدم البيوت. في قرية في الضفة الغربية.

لذلك علينا أن ندين أمريكا هذه.

علينا أن نتهم مؤسسة السينما الأمريكية بدعم الإرهاب.

علينا أن لا نسكت.

علينا أن لا نتردد لحظة في اعتبار هوليود شريكة لحركة حماس.

علينا أن نعتبر ما وقع في حفل توزيع جوائز الأوسكار 7 أكتوبر جديدا.

وإرهابا فنيا.

وداعشية سينمائية.

وضربة موجعة لنا نحن حلفاء إسرائيل. والمناصرين. لجرائمها في كل العالم.

علينا أن نجري تحقيقا لنعرف من المسؤول عن هذه الضربة.

علينا أن نعرف من يقف خلف فيلم “لا بديل عن هذه الأرض”.

علينا أن نحاسب أجهزتنا التي لم تتوقع سقوط هذا الأوسكار على دولة إسرائيل.

و لم تحدد من أطلقه.

ومن أي موقع.

علينا أن نستأصل فيلم No Other Land.

قبل أن ينتشر. ويشاهده كل العالم.

علينا أن نبيده.

كي لا يتجرأ أحد مرة ثانية سينمائيا على إسرائيل.

و جيشها.

ولا مرحلة ثانية من المفاوضات قبل القضاء نهائيا على هذا الفيلم الوثائقي.

الذي يسيء إلى القضية الفلسطينية.

وإلى الشعب الفلسطيني.

و يغامر بأرواح الفلسطينيين الأبرياء في الضفة.

علينا أن نقاطعه.

ونعتبر اليهود الذي شاركوا في إخراجه معادين للسامية.

وأعداء للعالم الحر.

و للحضارة.

وما يحز في النفس أن من شارك في إخراجه هو يوفال أبراهام اليهودي الإسرائيلي.

الذي لا يتورع عن الإساءة إلى بلاده.

وفي تصوير هدم البيوت في قرية مسافر يطا.

وفي نقل معاناتهم.

و في الكتابة عنهم في موقع قليل الانتشار كما ذكر بعظمة لسانه في الفيلم الوثائقي الطويل المتوج.

علما أن الأرض التي يصورها الفيلم.

كانت دائما أرضا تجري فيها التدريبات العسكرية.

قبل أن يسكنها الفلسطينيون.

ونحن نهجرهم منها حرصا منا على سلامتهم.

وكي لا نقتلهم أثناء تدريباتنا.

لذلك علينا أن لا نترك هذه الحس الإنساني الذي يصوره الفيلم يتفشى.

و يشاهده اليهود. والمسلمون. والشباب المهووس بالسينما.

وقد كنا نتوقع أن تأتينا الضربة من كل الجهات.

إلا من أصدقائنا في الصناعة السينمائية الأمريكية.

فقد كانت هوليوود دائما في صفنا.

وكانت دائما مع روايتنا للأحداث.

كانت دائما مع تصويرنا كضحايا.

كانت دائما مزيفة للحقيقة

فما الذي حدث حتى تعبت منا وقررت أن تطلق علينا هذا الأوسكار.

ما الذي حدث كي يتعب الجميع في العالم من إسرائيل.

ومن جرائمها.

ما الذي حدث حتى صرنا نشكل عبئا أخلاقيا على كل داعمينا.

ما الذي حدث حتى عدنا من جديد نركض إلى الملاجىء.

و نختبئ.

ونحصي الأضرار التي تسبب فيها الأوسكار

الذي أطلقته حركة المقاومة الهوليودية الأمريكية.

فوق رؤوسنا.

وتبنت العملية.

في بلاغ تفرج فيه كل العالم

ونال تصفيقا

وإشادة

من معظم المشاركين في حفل ينتظره سكان هذا الكوكب.

و يحرص فيه المدعوون على أن يكونوا في كامل أناقتهم

وجمالهم.

وبسببه تعرف الجمهور في كل العالم عن مأساة الشعب الفلسطيني التي يعيشها كل يوم

ومنذ عشرات السنين

مكتشفا عن طريق هذا الفيلم الإرهاب الحقيقي

ومن يمارسه.

ومن يطلق الرصاص الحي

على الناس.

لمجرد أنهم يرفضون ترك بيوتهم

البسيطة

و التخلي عن ماعزهم وخرفانهم

في قرية فلسطينية

وفي أرض فلسطينية

تسمى مسافر يطا.