حكيم عنكر//

الأزمة الأمريكية الإيرانية  تغادر مضيق هرمز  وتصل مضيق جبل طارق.. الجغرافيا السياسية لا حدود لها.. والدول البعيدة يمكن أن تصبح في لحظة جزءا من الأزمات والحروب.

لذلك على النخب الوطنية أن تكون متبقظة.. لقد عشنا ذلك في المغرب وشمال أفريقيا  في خضم وقائع الصراع الدولي في نهاية القرن التاسع والقرن العشرين؛ حينما جاءتنا  السفن الحربية الألمانية والفرنسية والهولندية  ثم البريطانية والأمريكية.

كانت وقتها الحروب تبدو بعيدة عنا؛ وحين دقت ‘الإنزالات ” البحرية مراسبنا، لم تكن لنا قوة المواجهة  ولا التحالف المعين على ذلك.

لحظة سفينة جبل طارق؛ تضع منطقة هذا المعبر المائي ؛ المغرب.وإسبانيا؛ في واجهة حدث دولي؛ تجري مفاعيله وأحداثه  في منطقة نائبة  جغرافيا  عنهما؛ لكن أنياب  الصراعات  السياسية قادرة على قرع الأجراس هنا وهناك، لتعيد التأكيد على أهمية الخيارات الوطنية وتحصين الجبهة الداخلية، ونسج  التحالفات الناجعة والنافعة للوطن وللجوار.

وليس معروفا  ما ينتهي إليه أمر  أزمة السفينة الإيرانية  في مضيق جبل طارق؛ لكنها بروفة للمغرب كي يستخلص الدروس.

وفي كل الأحوال؛ هناك اليوم واقعة حقيقية؛ تتلخص في وجود سفينة موفوفة  من طرف سلطات التاج  البريطاني على مرآى من ساحل طنجة، وفي مسافة جرعة ماء  من الساحل الإسباني.

وبصرف النظر عن ما ستتنهي  إليه التسويات؛ فإن الجدل سيستمر بشأنها إلى أن تحل المسألة، في حين يعود دور معبر حبل طارق كمعبر مائي دولي إلى واجهة الأحداث، ولا نعتقد أن المغرب وإسبانيا  ينظران  إلى الحدث كأنه لم يقع، إذ المؤكد  أن قرون استشعار  الخطر على أشدها في البلدين؛ فهل  يخرجان  من هذه الأحبولة  بذكاء  جيوسياسي، أم سيجري توسيع نطاق أزمة الخليج لتشمل معبر جبل طارق ومعابر مائية دولية أخرى في إطار الصراع  الدائر الآن بين أمريكا وإيران.