عن جريدة ليكونوميست///

قبل أشهر قليلة من الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، أكدت سفيرة الصين بالرباط، يو جينغسونغ، في حوار حصري مع جريدة “ليكونوميست”، أن العلاقات بين البلدين تشهد دينامية متواصلة وتطورًا لافتًا يشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.

وقالت السفيرة إن العلاقات المغربية الصينية “قائمة على الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة نحو مستقبلٍ مزدهر”، مشيرة إلى أن اللقاءات التي جمعت الملك محمد السادس بالرئيس الصيني شي جين بينغ كانت حاسمة في إرساء أسس هذه الشراكة التي تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون بين دول الجنوب.

وأضافت يو جينغسونغ أن الجانبين وقّعا مؤخرًا مذكرة تفاهم لإحداث آلية حوار استراتيجي بين وزارتي الخارجية، من شأنها تعزيز التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدة أن هذا الحوار المنتظم سيساهم في تعزيز الثقة السياسية وتوسيع مجالات التعاون الثنائي.

تعاون اقتصادي واعد:

على الصعيد الاقتصادي، أشارت السفيرة إلى أن الصين أصبحت ثالث شريك تجاري عالمي للمغرب، وأول شريك له في القارة الآسيوية، بفضل نمو المبادلات التجارية والاستثمارات المشتركة.

وأبرزت أن مشروع مدينة محمد السادس “طنجة تيك” يمثل أحد أبرز ثمار مبادرة «الحزام والطريق»، موضحة أن هذا المشروع الذي انطلق رسميًا سنة 2023 استقطب ما يقارب 30 شركة صينية باستثمارات تفوق 3 مليارات دولار.

وأضافت أن بلادها تعمل على تسهيل ولوج المنتجات المغربية إلى السوق الصينية، من خلال مبادرة لإلغاء الرسوم الجمركية على مئات الأصناف من المنتجات الإفريقية، وهو ما سيعزز الصادرات المغربية ويشجع على تنويع الاستثمارات في قطاعات الصناعة والفلاحة والخدمات.

تعميق التعاون الثقافي والإنساني:

وفي الجانب الثقافي، شددت السفيرة يو جينغسونغ على أهمية تعزيز التبادل الثقافي والإنساني بين الشعبين، مؤكدة أن المهرجانات الفنية والتظاهرات الثقافية المشتركة ساهمت في توطيد جسور التواصل بين المغرب والصين.

وأوضحت أن وجود المركز الثقافي الصيني بالرباط إلى جانب ثلاثة معاهد كونفوشيوس بالمملكة، يعكس عمق الانفتاح المتبادل والرغبة في ترسيخ الحوار الحضاري. كما كشفت أن سنة 2026 ستُعلن “عام التبادل الثقافي والإنساني بين الصين وإفريقيا”، ما سيفتح آفاقًا جديدة للمبادرات المشتركة مع المغرب.

نصف قرن من التعاون الصحي:

كما أشارت السفيرة إلى أن السنة الجارية تُصادف الذكرى الخمسين لإرسال أول بعثة طبية صينية إلى المغرب، مبرزة أن أكثر من 2000 طبيب وممرض صيني شاركوا خلال العقود الماضية في دعم المنظومة الصحية الوطنية وتقديم الخدمات الطبية للمواطنين المغاربة في مختلف الجهات.

شراكة متجددة للمستقبل:

وختمت يو جينغسونغ حديثها بالتأكيد على أن «الثقة السياسية، والتعاون المتوازن، والتقارب الثقافي المتواصل» تشكل ركائز أساسية لبناء مستقبل مشترك أكثر إشراقًا بين البلدين، مضيفة أن الصين تتطلع إلى فتح آفاق جديدة للتعاون مع المغرب في مجالات الاقتصاد الأخضر، والصناعات المستقبلية، والذكاء الاصطناعي.