عمر أوشن – كود//
الموت السريري للأحزاب و الطفرة الكبيرة لمواقع التواصل الاجتماعي هذا ما تبين الآن بالملموس في العقد الأخير..
مع حركة 20 فبراير و ما تبعها من أحداث سياسية و إجتماعية و حركات احتجاج و مطالب في كل الجهات توضح لمن لا زال يشك في المعادلة أن الاحزاب تعيش منذ سنوات الموت الكلينيكي و دخلت الإنعاش ..
مع الثورة التكنولوجية ليست الحالة خاصة بالمغرب فقط ..هي حالة كونية نتيجة التحولات التي حصلت…
الأحزاب التقليدية يمينا و يسارا تأكل العصا و تمرغ في التراب في كل أوروبا و المشرق ..
أحزاب جديدة تولد.. و بعد عمر قصير جدا تحصد النتائج والأغلبية و تحكم ..
اليوم مرة أخرى يتبين في المغرب أن الفايسبوك يعطي الضربات القوية كل يوم الى المنظمات السياسية و الهيئات الرسمية و الحكومة.
اليوم مرة أخرى مع حملة المقاطعة يتضح أن الخاسر ليس عزيز أخنوش وحده و حزبه التجمع الذي ولد ليكون عجلة سوكور تتمطط حسب الأجواء ..
ليس الخاسر الأكبر أخنوش فقط..إنما الدرس و الخلاصة لمن ما زال يصغي الإنشائيات هو أن العالم الأزرق أكبر حزب جماهيري له ثقة المواطن في البلد و غيره قيساريات تبيع بضاعة بدأت تفسد..
اليوم بعد أحداث الحسيمة و الجنوب الشرقي و جرادة و مناطق أخرى و الحركات الإحتجاجية ضد وحش الفساد و مطالب إلغاء تقاعد البرلمانيين و الوزراء و تخاذل النقابات والأجور الخيالية و غلاء المعيشة و غيرها من ظواهر الحكرة يتضح أن مواقع التواصل الاجتماعي بؤرة و مزرعة للأفكار و محام للشعب بعد أن عجزت الأحزاب عن القيام بدورها..
المشكلة تبقى أنها منظمة افتراضية بلا قيادة و لا جدول أعمال غير الفضح و الدق على الخزان الذي عجزت الأحزاب على الدق عليه و لو مات من يقبع داخله كما حصل في رواية غسان كنفاني..
كل المحطات بينت أن الأحزاب غائبة تضع رأسها في الرمال مختبئة كلما إشتدت العواصف و الرياح ..ثم تعود لترضع من الريع بعد فوات العاصفة.
تبين في الحملة أن الناطقين الرسميين باسم مؤسسات كبيرة لا يعرفون فن التواصل و علوم الإعلام و فقراء فقرا رغم كل مظاهر الحداثة المزيفة التي تصبغهم..
التحدث للجماهير الغاضبة علم و فن و موهبة و فلسفة..
و المتحدثون أظهروا أنهم صغار جدا بأخطاء فادحة في التواصل و الخطاب و السيميائياتو التلقي و سيكولوجية الجماهير و غرائز العامة كما وصفها غوستاف لوبون.
تسدل الأحزاب الستار و تهبط الريدو و تختفي من الساحة بدون موقف واضح ولا تصريح أو مسؤولية خوفا من مصالح الريع التي تتمغط فيها..
أحزابنا الحبيبة يا قرة العين و هواء الفؤاد. نتفهم الظروف. .ستمر المحنة لاشك ..
ستمر بجهد الله..
و سنراكم قد خرجتم ثانية لتحدثونا عن اللحظة التاريخية المفصلية الدقيقة..