هناء ابو علي- كود

سنة 2014 هي سنة الوفيات الغامضة بامتياز، لم يعرف المغرب هذه الظاهرة لموت و اختفاء سياسيين في ظروف  غامضة منذ الستينات حين كانت الظروف السياسية  المحلية و العالمية مغايرة و تسمح بمثل هذه الممارسات التي تقوم بها بعض الاجهزة في حق المعارضة السياسية على اختلافها.

عرف المغرب اختفاء العديد من المقاومين  ابان الاستقلال الذين راحوا ضحية خلافات بين القوى ثم اختفاء رموز المعارضة مثل المهدي بنبركة و العديد من مناضلي المعارضة الماركسية و المتورطين في الانقلابات العسكرية.

لكن هذه السنة كان موت الراحل  القيادي الاتحادي و الاعلامي احمد  الزايدي طعم المفاجأة على المتتبعين،ففي صبيحة 9 نونبر  استفاق الجميع على خبر وفاته غرقا بوادي الشراط على تراب الجماعة التي كان يسيرها، ورغم التكهنات الكثيرة و ثغرات الروايات فقد سلم الجميع بكونها قضاء و قدر الى ان عرفت نفس المنطقة وفاة اخرى،  وهذه المرة كان ضحيتها وزير الدولة عبد الله باها، بعد مرور شهر و بالضبط يوم 7 دجنبر.

حين تردد مساءا ان الوزير توفي بعد ان دهسه القطار، وفاة حكيم الحركة الاسلامية  بهذه الطريقة القت الكثير من التفسيرات، و زادت الغموض، ورغم ان بلاغ وكيل الملك انتهى بان الوفاة هي ايضا قضاء و قدر،وان الوزير الراحل كان بصدد زيارة مكان وفاة الزايدي كما ردد بعض اعضاء الحزب،الكثيرون من الذين تستهويهم نظريات المؤامرة لايزالون يتحدثون عن تفسيرات اخرى كان الجميع يظن ان المغرب قد قطع معها.

ويبقى الاهم، وهو انه لايزال المغاربة، عامتهم و خاصتهم، يتوفون لاسباب بسيطة و تافهة،مثل غياب  علامات التشوير  عن الطرق و السكك الحديدة و بطء الاسعاف، ونقص تجيهزات المستشفيات.