الوالي الزاز -كود- العيون////
[email protected]
حل وفد عسكري يمثل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط بمدينة العيون في سياق زيارة رسمية تمتد من يوم أمس الثلاثاء الموافق لتاريخ 23 يوليوز وإلى غاية اليوم الاربعاء 24 يوليوز 2024.
وأجرى الوفد العسكري الأمريكي زيارة للمقر العام لبعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو”، إلتقى فيها رئيس البعثة الروسي ألكسندر إيفانكو والقيادة العسكرية للبعثة الأممية، حيث بحث الجانبان دورها وعمل عناصرها، فضلا عن الوضع العام بالمنطقة، وكذا الإكراهات التي تواجهها والنقص الذي تعاني منه، وغيرها من المحاور المرتبطة بمدى تنفيذ البعثة لولايتها المرتبطة بمراقبة إتفاق وقف إطلاق النار.
زيارة الوفد العسكري الامريكي ورغم التكتم الكبير حولها، ألا أنها أخذت حيزا مهما من النقاش، خاصة وأنها تزامنت مع تصريحات سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، إليزابيث مور أوبين، التي كرست فيها الرؤية الأمريكية لنزاع الصحراء المتعلقة بدعم السيادة المغربية ومبادرة الحكم، وأكدت فيها إعتماد الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن لقرار الإعتراف التاريخي بسيادة المغرب على الصحراء.
هل زيارة الوفد العسكري الأمريكي هي الزيارة الأولى من نوعها للمنطقة ؟
على الرغم من الزخم الذي يرافق هذه الزيارة، إلا أنها تندرج في إطار روتيني عادي، والغرض الأساس منها هو الإلمام بظروف عمل بعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو” والإحاطة بمدى تنفيذها لولايتها، بالإضافة لكونها إستطلاعية تتوخى معاينة الوضع الحالي، لاسيما ما بعد تحرير معبر الگرگرات.
والذي يجعل من زيارة الوفد العسكري الأمريكي للعيون عادية وضمن إطار روتيني فقط هو كونها ليست الأولى ولا الثانية ولا الثالثة ولا الرابعة، بمعنى أن الوفد يقوم بزيارة المنطقة بشكل سنوي وخاصة قبل مناقشات مجلس الأمن الدولي حول الصحراء في شهر أكتوبر، وذلك على غرار الوفود الأجنبية الأخرى التي تمثل البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى المملكة المغربية كحالة فرنسا والدول الإسكندنافية وغيرها، والتي تزور المنطقة بدورها كل سنة للوقوف على واقع المنطقة وتلتقي قيادة “مينورسو”، بل وتتجاوز ذلك للقاء الفعاليات السياسية والحقوقية وشيوخ القبائل الصحراوية.
لماذا يزور الوفد العسكري الأمريكي العيون ؟
هذا النوع من الزيارات يستهدف بالأساس بعثة “مينورسو”، بحيث تسعى من خلالها الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها من الدول المهتمة بالنزاع تكوين تصور شمولي عن الوضع في المنطقة، لاسيما الشق الميداني الذي تعمل عليه البعثة الأممية على ضوء “الحرب الوهمية” المروج لها.
هذه الزيارة وبعد القيام بها من طرف سواء الوفد العسكري أو الدبلوماسي تضم مخرجات مهمة مستقاة بالأساس من قيادة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو”، وهي المخرجات التي ترفع على شكل تقرير لوزارة الشؤون الخارجية للدولة المعنية بالزيارة قصد تكوين موقف واضح حول النزاع أو الوضع في المنطقة، وفي حالة زيارة الوفد العسكري الأمريكي فهي مرتبطة فعلا بالوضع الميداني ومدى تنفيذ “مينورسو” لولايتها، وتجسد الإهتمام الامريكي بالنزاع والمنطقة.
ماذا تعكس زيارة الوفد العسكري الأمريكي للعيون ؟
تعكس زيارة الوفد العسكري الأمريكي للعيون واللقاءات المنعقدة بمعية قيادات “مينورسو” الإهتمام الأمريكي الكبير بالنزاع، وذلك على ضوء صفتها كصاحبة أو حاملة القلم أو بمعنى آخر المسؤول الحصري عن صياغة قرارات مجلس الامن الدولي حول النزاع، وهو الدور الذي يحتم عليها الوقوف على كل صغيرة وكبيرة في النزاع، على الرغم من المعارضة الروسية ومحاولات موسكو لعب دور أكبر فيه، وهو ما ترفضه واشنطن وتشتكي منه روسيا المُجاهِرة بعدم تشاور الولايات المتحدة الأمريكية معها أو مع أي عضو في المجلس ولا حتى “مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية” في مجلس الأمن.
ويأتي هذا الإهتمام الأمريكي بالنزاع وببعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو” أيضا على ضوء إعتبار الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مساهم مالي في البعثات الأممية حول العالم، وبالتالي فأنها أكبر المساهمين الماليين في ميزانية البعثة، ما يُحتم عليها الوقوف على النقص أو القصور الحاصل في تأدية البعثة لولايتها، وما إذا كان ذلك القصور لوجستيا أو ماديا أو بفعل فاعل.