عمر المزين – كود//

وقفت عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة فاس، خلال مرحلة البحث التمهيدي مع بارون المخدرات “سفيان” متزعم شبكة لتبييض الأموال، على عدد من الملاحظات التي تورط المعني بالأمر إلى جانب باقي شركائه، من بينهم ابن عمه وصاحب مكتب للصرف وإطار بنكي.

وقد أثبتت البحث المنجز تحت إشراف النيابة العامة المختصة، حسب المعلومات التي تتوفر عليها “كود”، أن المعني بالأمر كان ينشط ضمن شبكة إجرامية دولية في مجال تهريب والترويج الدولي للمخدرات الصلبة والعملة الصعبة.

كما حاول المتهم إضفاء الشرعية على الأموال المكتسبة من نشاطه في تهريب وترويج المخدرات الصعبة على الصعيد الدولي، عبر تهريب العملة الصعبة وصرفها واستثمارها في اقتناء مشاريع عقارية.

أما مراحل عملية غسل الأموال من طرف المتهم “سفيان.ب”، فإنها تتقسم إلى ثلاثة مراحل، الأولى هي المرحلة السوداء، والثاني المرحلة الرمادية، والثالثة هي المرحلة البيضاء في هذه القضية التي فككت خيوطها معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

المرحلة السوداء تتمثل في التهريب والاتجار في المخدرات الصلبة “الكوكايين” بدولة هولندا مقابل تحصيل مبالغ مالية بالعملة الأوروبية الموحدة، والمرحلة الرمادية تتجلى في تهريب المبالغ المالية من العملة الصعبة المحصلة من النشاط غير المشروع إلى أرض الوطن بطريقة غير قانونية، مع صرف المبالغ المالية لدى مكاتب الصرف بطريقة غير قانونية ومحاولة ذلك، وبخصوص المرحلة البيضاء، فإنها تتمثل في إضفاء الشرعية على المبالغ المالية باستثمارها في مشاريع عقارية ومحاولة ذلك.

ابن عم المتهم الرئيسي العامل كسائق لسيارة أجرة ساعد قريبه بارون المخدرات في عملية غسل الأموال من خلال إيجاد له مكتب صرف يتولى صرف العملات دون أي وثيقة تثبت التصريح الضريبي بها لدى مصالح الجمارك بمساعدة المستخدم البنكي “علي.س”، مقابل إقراضه مبلغ 30 مليون سنتيم من أجل اقتناء سيارة الأجرة ولا علم له بكون هاته الأموال متحصلة من نشاط محظور بدولة هولندا.

الإطار البنكي “علي” توسط لزعيم هذه الشبكة في صرف مبلغ مالي بالعملة الأجنبية الأورو بقيمة 150.000 أورو أي ما يعادل مبلغ 1.500.000 درهم، وذلك بناء على طلب أحد المقاولين المعروفين بفاس، ولم يتأكد من توفر “سفيان” على وثيقة التصريح الجمركي الخاصة بمبلغ 150.000 أورو.

كما أنه اتفق مع المستخدم بمكتب الصرف “أحمد.ف” على منح صرف المبلغ المالي بسرع 10.30 درهم مقابل اليورو الواحد وتسليمه نسبة 0.05 سنتيم من المبلغ الإجمالي أي ما مجموعه 7500 درهم كنصيبه من العملية واقتسامها بالتساوي مع المقاول دون علم صاحب المبلغ بذلك.

أما “عادل” مالك مكتب الصرف فقد أكدت نتيجة البحث المجرى أنه يعمل على بيع أوراق بيع وشراء العملات الأجنبية بطرق غير قانونية، الشيء الذي أكده باقي المتورطين في هذه القضية عن طريق صرف 105.000 أورو من العملة الصعبة، وكذا ما أفضى إليه البحث مع المستخدمين بمكتبي الصرف اللذين في ملكيته.

يذكر المتورط الرئيسي في هذه القضية كشف للمحققين أنه شارك مع زعيم شبكة للاتجار الدولي للمخدرات البرازيلي المدعو “Terry”، في عملية سرقة لشحنة كبيرة من المخدرات من صنف الكوكايين تبلغ حوالي طن ونصف من نفس المخدر من مافيا “يوغوسلافيا” في الحدود البلجيكية، وبعد ذلك سيقوم بالعمل على استخراج البضاعة “الكوكايين” من داخل ألواح حجرية كبيرة الحجم كانت مخبأة بداخلها.

وأوضح “سفيان” أنه وافق على مشاركة زعيم هذه الشبكة في نشاطه الإجرامي نظرا لحاجته الماسة إلى المال من أجل دخول أرض الوطني واقناء العقارات وإنجاز عدة مشاريع، حيث قبل بالمشاركة في عملية سرقة الشحنة من الحدود البلجيكية وكذا عدد من أعضاء الشبكة من طرف أحد مافيات “يوغوسلافيا” المنتمية إلى دول البلقان.