حميد زيد – كود//

الاحتلال جيد وصحي.

الاحتلال رائع.

الاحتلال ليس ضروريا أن يزول. بل يجب أن يبقى.

الاحتلال في صالح الفلسطينيين.

الاحتلال يضمن لهم الحياة.

الاحتلال سلام.

الاحتلال من مصلحة الجميع تأبيده.

الاحتلال معتدل.

الاحتلال ليس متشددا عكس من يقاومه.

الاحتلال لا أجندة له.

الاحتلال لا يخدم سوى مصلحته الخاصة.

الاحتلال بريء وضحية.

الاحتلال جميل.

الاحتلال يمكن أن نتعايش معه. على عكس حركة المقاومة الإسلامية.

الاحتلال لا يستحق أي إدانة.

ولا أي خبر.

والأهم. هو أن تخرج المقاومة من غزة.

و ليسدْ الاحتلال بعدها.

لأننا نعتبره مفيدا. وصحيا. وضروريا.

ولأننا نراه حلا واقعيا وإنسانيا.

والأهم الآن هو مساعدة إسرائيل والترويج لدعايتها بخروج الناس في بيت لاهيا للاحتجاج على حماس.

أما الاحتلال في حد ذاته فهو ممتاز.

وطيب.

ولطيف.

ومسالم.

ولا كلمة عنه.

ولا كلمة عن الإبادة.

ولا كلمة عن القتل.

إذ يظهر أننا في صفحة كود على الفيسبوك مع بقاء الاحتلال إلى الأبد.

هذا هو موقفنا.

ولذلك نفرح لهذه الأصوات التي تحتج على حماس.

ونتبناها.

ونضخم من حجمها.

وندين التعتيم عليها.

وندعو دون أن نعلن عن ذلك صراحة إلى إخلاء الجو للاحتلال.

وندعو إلى عدم إزعاجه.

وإلى عدم مقاومته.

وإلى منحه الراحة والطمأنينة التي يستحق.

ندعو إلى احترامه. وإلى توقيره.

ندعو إلى ترك الاحتلال يعيش. وإلى عدم التدخل في احتلاله.

ونهاجم كل من يرفضه.

و كل من يسميه باسمه.

و ندين الضعيف. ومن لا حيلة له.

ومن تُرك لوحده.

و ندين المقتول.

وندين المجوّع لأنه بئيس. ومقهور. ويصلي.

ويدعو الله.

بينما نحن علمانيون.

ولا نقبل توظيف الدين في مقاومة الاحتلال.

نريد مقاومة كافرة.

نريدها ماجنة. وسيكسي.

ولذلك نركز على صور بيت لاهيا. وعلى مسيراتها.

تماما كما تفعل إسرائيل.

وكما يفعل كل من يدعمها.

وكما تفعل دعايتها.

هكذا.

ومجانا.

ودون أن نشعر بأي حرج أخلاقي.

بينما لن تقبل إسرائيل أي مقاومة.

سواء كانت كافرة. أو مؤمنة. أو مسيحية. أو يهودية.

وسواء رمتها بالصواريخ أو بالورود وأغصان الزيتون.

وكي نمدح الاحتلال.

فإننا في حاجة إلى حماس.

وعلينا أن نوظفها. ونستغلها. و نتكئ عليها. كي نغطي على موقفنا غير الأخلاقي.

وحين سيقضي الاحتلال على المقاومة . فإنه سيخترع أخرى.

متشددة.

كما كان يفعل دائما.

وحين لن تبقى في غزة مقاومة.

أي مقاومة

وحين لن يبقى من يطالب بدولة اسمها فلسطين.

وحين سيتعاون الجميع مع إسرائيل.

في الداخل.

وفي الخارج.

فإن الاحتلال سيوفر للأهالي العيش الكريم.

حسب خطنا التحريري.

وسيمنحهم الماء ليشربوا.

و سيسمح بدخول المساعدات الإنسانية.

شرط أن يتوقفوا عن المطالبة بالحرية.

وبأن تكون لهم معتقدات.

وإيمان.

ولغة.

وبأن تكون لهم دولة.

وشرط أن ينفوا وجودهم.

وأن يتوقفوا عن الحياة.

فالاحتلال أضمن لهم من الدولة.

الاحتلال فائدته أكبر من الحرية.

الاحتلال قدر.

الاحتلال جميل وفي صالح الفلسطينيين في غزة.

الاحتلال موقر.

ومحترم.

ولا نتحدث عنه في موقع كود.

وكل تركيزنا على من يقاومه الذي لا يعجبنا لأسباب يبدو أنها تتعلق بالذوق.

وحين يخرج شباب في بيت لاهيا يطالبون بوقف الحرب.

ويرفع بعضهم شعارات ضد حماس

فإننا نحتفي بهم

لأنه يبدو أننا على قناعة راسخة بأن الفلسطيني هو المشكل.

وهو الذي يهدد السلام

وهو الذي يقتل.

وعلى المقاوم أن يزول.

ونتدخل في هذه القضية الإنسانية.

ونتبنى فيها موقفا.

دون أن نخبر من نتوجه إليهم مع من نحن صراحة.

وهل مع السلطة.

وهل مع شعب فلسطيني مستسلم للأمر الواقع.

وهل مع الاستسلام.

أم مع الاحتلال بالمطلق.

الذي يظهر أننا نعتبره ضحية

وهو الذي يجب علينا كموقع حداثي الدفاع عنه.

و مساعدته

والوقوف إلى جانبه ضد خصومه

المتطرفين

والجائعين

و القتلى

والمطلين برؤوسهم من تحت الأنقاض.

والذين مازالوا صامدين ويرفضون الموت.

مسيئين للاحتلال

و لصورته المشرقة

و لسمعته

التي يحاول أعداء الاحتلال تلطيخها

لكن لن يتحقق لهم ذلك

مادمنا صامدين

منتصرين للمحتل. ولجرائمه.

محتفين بظهور مسيرات تطالب بخروج المقاومة من فلسطين

كل فلسطين.