حميد زايد ـ كود//
حتى المرأة في حزب العدالة والتنمية.
حتى الأخت الإسلامية.
اعتبروها هي الأخرى متواطئة.
ومعطلة للأحكام الشرعية.
وفي صف عبد اللطيف وهبي.
وفي صف الغرب.
وفي صف “النخبة المتحكمة”.
حتى القنديلة البريئة.
الطيبة.
المحتجبة.
المحتشمة
التي طالما صفقت للحزب.
وساندته.
وضحت من أجله.
وناضلت فيه.
لم تسلم من أخيها.
وصارت عدوة للرجل في الحركة الإسلامية.
الذي لم يعد يثق فيها.
ولم يعد يطمئن إليها.
وأصبح يضغط عليها كي تكف عن أن تكون امرأة.
وينال منها.
ويعتبر موقفها من المدونة هو نتيجة الهرمونات والعادة الشهرية.
-هكذا كتب أخ عن أخواته-
ويقلل من شأنها.
ويعتبرها ناقصة.
وغير مؤهلة.
وفاقدة لملكة العقل.
والذي له مثل هذه النظرة إلى أخته.
وإلى المرأة “الملتزمة”.
و”العفيفة”.
والمحافظة.
والمتدينة.
والذي يشتم القنديلة.
ويعيرها.
ويكرهها.
فقط لأنها امرأة.
فما الذي يمكن أن يرتكبه في حق من ليست أخته في الحركة الإسلامية.
وليست متفقة معه سياسيا.
ولا عقديا.
ما الذي نتوقع منه أن يقوله عن الأخريات.
الغريبات.
واللواتي لسن أخواته.
واللواتيلا يشاركنه نفس التوجه السياسي.
فهو لا اعتراض له على وجود أخت له في الحزب الإسلامي.
شرط أن تكون المرأة رجلا.
وتفكر مثل الذكر.
وتدافع عن مصالح الذكر.
ومستعدة للتضحية من أجله.
ومستعدة أن تتنكر لهويتها من أجله.
ولا تعبر عن رأيها.
ولا يكون لها أي موقف.
ولا تكون امرأة.
ولا تهتم بحقوقها.
وتنحاز إلى من يظلمها.
وكم من إسلامي الآن يشن حملة على أخواته الإسلاميات.
وينتقدهن فقط لأنهن نساء.
ولأن بعضهن تبنين مواقف محتشمة تنصف المرأة المغربية.
ولأن بعضهن ثمّنّ بعض ما جاء به مشروع المدونة.
ودون أن يفصح عن ذلك.
لكن موقف الأخ الإسلامي من أخته الإسلامية يبقى واضحا.
وصريحا.
فهو يريدها معه في الحركة.
وفي الحزب.
وفي التنظيم.
شرط ألا يكون لها صوتها الخاص.
يريدها واقفة في الخلف.
يريدها رقما.
وشرط أن تكون تابعة.
وشرط أن تكون ضد بنات جنسها.
وتقبل بالتعدد.
ولا تعترض على أي ظلم تتعرض له النساء.
وتعترض بالمقابل على تعديلات المدونة.
مثلما يفعل حزب العدالة والتنمية.
متأخرا.
ومتلعثما.
وبأثر رجعي.
وإلا فالأخت في الحزب ليست أختا.
وتتحدث بتأثير الهرمونات.
والحال أن كل الأحزاب لها قطاعها النسائي الذي يهتم بقضايا المرأة.
وبحقوقها.
بينما يرغبون في العدالة والتنمية أن يدافع قطاعهم النسائي عن قضايا الرجل.
وعن مصالحه.
وعن شقته.
وعن حقه في التعدد دون أي اشتراط.
كما جاء في بلاغ الحزب المكتوب على عجل.
وفي ما يشبه لعب الأطفال.
ونثمن اليوم ونعترض في الغد.
والغريب أن يأتي كل هذا الشتم
وكل هذه الإساءة إلى الأخت في الحركة الإسلامية
باسم الدين
وباسم القيم
وباسم الدفاع عن الأسرة.
وباسم الأخلاق.
ومن رقة القوارير في الحركة الإسلامية
ومن ليونتهن
فإن الأخ في العدالة والتنمية يكسرهن.
فتتناثر شظاياهن في كل مكان
وفي الفيسبوك.
وبين أنصار المرأة.
وبين الفيمينست.
وبين الخصوم.
وينال منهن
ويحتقرهن
ويعاديهن
ويعيرهن بالعادة الشهرية وبالهرمونات
على مرأى ومسمع من غريماتهن الحداثيات.