حميد زيد – كود//
كل الأندية لها رئيسها في المغرب. إلا نحن. محرومون من رئيسنا المنتخب والشرعي محمد بودريقة.
وقد فزنا بلقب البطولة. وحملنا درعها. و اختلفنا مع الخصوم حول معدنه. وهل هو من ذهب. وتأهلنا لنهائي كأس العرش.
واحتفلنا. وغنينا. ورددنا ” إييييه إيييه. لي بغا يتفرج. يطلع لكازا. يتفرج فالراجا. الراجا الفراجة. وديماري وا يا يا ياي”.
“الرررراجا واعرة…الررراااجاااا وااااعرة”.
لكننا نشعر. مع كل هذا الفرح. بغصة.
نشعر بأن فرحتنا غير مكتملة.
ونحس بأن اللقب منقوص في ظل غياب الرئيس.
ونريده أن يكون معنا.
نريد أن نحمله فوق أكتافنا. ونطوف به الملعب.
ونذهب به إلى الجمهور.
إذ لا تحلو بطولة. ولا يحلو درع. ولا كأس عرش. ولا تتويج. بينما رئيسنا مبعد. وخارج الوطن.
وكلما تذكرنا رئيسنا محمد بودريقة. تحولت فرحتنا إلى حزن.
وانتابتنا غمة.
وكلما انتبهنا أنه في الوقت الذي نحتفل فيه. ونحطم الأرقام القياسية. ولا ننهزم. فإن رئيسنا يعيش لوحده في منفاه الاضطراري.
بعيدا عن الجمهور.
وعن زريدة.
وعن شعب الرجاء العظيم.
شعرنا بالخزي. وبأننا لسنا في المستوى. وأننا لا نستحق اللقب. وأننا خذلنا رئيسنا.
ولم نقف إلى جانبه.
ولم نناضل. ولم نضغط. من أجل عودته إلى بلاده. وناديه. ومقاطعته. ومقعده.
ولم نرسم صورته تحت القميص.
ولم نحرص على إظهارها مع كل هدف نسجله.
ولم نبعث له أي تضامن.
وحتى في تلك اللحظات التي كنا نحضن فيها الدرع. ونلتقط معها الصور. لم نفكر في بودريقة.
وهو الذي كان يسيرنا من منفاه.
ويدعمنا. ويشجعنا.
ويمنح المكافآت للاعبين. ويحفزهم على الفوز.
ويسجل اللايفات من سرير المرض. ومن الغرفة التي يقضي فيها فترة نقاهته الطويلة.
وقد يكون لك رئيس في السجن. ولا أمل في خروجه. لكنه يبقى في كل الأحوال قريبا منك. بينما كم هو قاس أن يكون رئيسك خارج الوطن.
و تتعذر عليه العودة.
ولا أحد يتحدث عن قضيته.
ولا أحد يناقشها مع المسؤولين في العصبة والجامعة.
ولا أحد يقترح صفقة تبادل.
ورغم أن كل المنفيين والمبعدين عادوا إلى أرض الوطن حسب ادعاء المغرب الرسمي.
فإن ملف بودريقة مازال عالقا. ولا جمعيات حقوقية تتبناه في الداخل . ولا منظمة العفو الدولية. ولا قوى اليسار في إنجلترا.
و لا وزارة الخارجية الأمريكية.
ولا من يضغط على الدولة كي تفتح له الحدود.
مع أن استمرار سياسة إبعاده يسود صفحة المغرب الحقوقية.
ويسيء إلى صورتنا في الخارج.
وإلى دولتنا الاجتماعية.
وإلى بطولتنا الاحترافية.
وإلى رابع العالم.
وإلى الأكاديمية.
لذلك لن نرضى برفع درع البطالة إذا كان ذلك على حساب رئيسنا.
ولن نقايضه بأي بطولة
وبأي تتويج.
ولو منحتمونا الذهب
فلا شيء يعوض بالنسبة إلينا غياب بودريقة.
فردوه إلينا.
كي نطوي ملف سنوات الجمر والرصاص.
وكي نقطع بشكل نهائي مع الانتهاكات الجسيمة
ومع الماضي.
وكي نحمل درع البطولة
مهما كان لونها ومعدنها
والأهم
هو أن يكون معنا رئيسنا الذي لن نقبل رئيسا غيره.