مصطفى الشاذلي – كود سبور///
رحلة إنقاذ حسنية أكادير هذا الموسم خاصها تحكى. لأنها نموذجية لا من حيث التسيير ولا من حيث الصراع على البقاء ضمن قسم الصفوة، ولا من حيث الدعم الجماهيري للنادي.
وأيضا لأن فيها الكثير من الدروس التي يجب استخلاصها والاستفادة منها في فهم آليات قدرة الصمود على مواجهة الأزمات وتدبيرها برؤية فيها الكثير من العقلانية.
أول درس مهم جا من عند “إلتراس إيمازيغن” الفصيل المشجع الوفي للنادي. فرغم أن حسنية أكادير ما لاعب على والو هاد الموسم وكيخوض فقط معركة البقاء، ورغم أنه أجرى جميع مبارياته خارج الديار وفي ملاعب تبعد عن أكادير بمئات الكيلومترات، إلا أن “إيمازيغن” بقات وفية للعب دورها في الدعم والتشجيع بحماس كبير فأغلب المباريات.
ولم يمنع توالي النتائج السلبية “الحسانيين الأوريجينال” من الاستمرار في الوقوف فظهر فريقهم. بالعكس، دارو مجهود جبار فالتنقل بين المدن، وقطعوا مسافات طويلة، حتى استحقوا لقب “ملوك المسافات الطويلة” عن جدارة، وذلك لأنهم وعاو بأن السلبية ماشي وقتها ولا تخدم مصلحة ناديهم في هذه المرحلة الصعبة التي يمر منها، محتفظين بالخوض في باقي التفاصيل وتسجيل مواقف بشأنها عندما تحين المحطة المناسبة لذلك.
ومن اللحظات القوية ضمن المشهد، القرار اللي خداتو “إلتراس إيمازيغن” هاد الأيام، بالإعلان عن حضور ما تبقى من مباريات هذا الموسم.
وأرجع الفصيل تعليقه المقاطعة، فبلاغ ليه، إلى “دفع اللاعبين والفريق للانعتاق من شبح النزول”، مشيرا إلى أن “المقاطعة كانت احتراما لمبادئ الإلتراس، وأولا، ولكرامة المشجع، وكذلك لحق الحسنية في الاستقبال في ملعب قريب من المدينة”.
صفر ديون
من دروس الجمهور، ندوز دابا لدورس المكتب المسير الذي بدوره يستحق تسليط الضوء على الخدمة لي دار. فرغم الإكراهات الكبيرة، خصوصاً المالية، بدا الفريق كيخرج من عنق الزجاجة، وكاين أمل كبير في أن الموسم الجاي يكون نقطة تحول مهمة.
فحسب معطيات توفرت لـ”كود”، النادي حاليا ما عندوش ديون، وحقق إنجاز كبير بتصفية الوضعية المالية، واللي كانت عائق كبير فالمواسم السابقة.
وولا عند الفريق دابا “صفر ديون”، بعدما خدم المكتب المسير، في الفترة الأخيرة، على إيقاف النزيف وضبط المصاريف وتنقية البيت الداخلي، مع الاستقرار على عدم تعزيز صفوف حسنية أكادير بأي انتداب جديدة.
ويتخلص الوضع الحالي للنادي فـ 3 نقاط مهمة، وهي خلاص جميع الأجور وللا فالوقت المحدد، سواء اللاعبين أو الأطقم التقنية ولا حتى المستخدمين ديال الشركة أو الجمعية، لي ولاو كيتخلصو في الـ25 من كل شهر، وفق ما علمته “كود”.
أما النقطة الثانية فتتجلى فأن النزاعات اللي كانت بين النادي وبعض اللاعبين تم حلها بشكل نهائي. وتشير معطيات “كود” إلى أن جميع اللاعبين الذين يحملون حاليا قميص حسنية أكادير غيكمل عقدهم مع النادي بنهاية هذا الموسم، باستثناء لاعبين باقي ليهم عام، ولي من المرجح يتم بيعهم.
وكيتطلع المكتب المسير، وهنا كتجي النقطة الثالثة، يدير، إذا توفرت الموارد المالية الكافية، انتدابات قوية فالموسم المقبل. وهي انتدابات يعول على أنها تخلي النادي ينافس على المراكز الأولى في البطولة الاحترافية لموسم 2026-2025.
وهكذا، فإن قصة حسنية أكادير هاد الموسم ماشي غير قصة معركة بقاء، ولكن قصة وفاء، عقل، وتسيير برؤية جديدة. الجمهور كان القلب، والمكتب كان العقل. وهاد التوازن هو اللي خلا الأمل يرجع، وكيخلي المستقبل يبان أكثر إشراقا.