كود الرباط//
أكد رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، في كلمة اختتام الدورة الثانية من السنة التشريعية الرابعة، أن المغرب يواصل بقيادة الملك محمد السادس، تحقيق الانتصارات الدبلوماسية والسياسية لترسيخ سيادته على أقاليمه الجنوبية، مشددًا على أن مقترح الحكم الذاتي يحظى بدعم دولي متنامٍ ويمثل الحل الجدي والواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وفي معرض حديثه عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة السمارة يوم 28 يونيو، أدان العلمي ما وصفه بـ”الاعتداء الجبان”، مؤكدا أن هذه المحاولات البائسة لن تنال من وحدة المغرب واستقراره، بفضل تلاحم العرش والشعب، ويقظة القوات المسلحة الملكية والأجهزة الأمنية.
البرلمان في خدمة الدبلوماسية الموازية
الطالبي العلمي شدد على أن مجلس النواب، أغلبية ومعارضة، واصل الترافع المؤسساتي عن مغربية الصحراء في مختلف المحافل الدولية، مستلهمًا الرؤية الملكية في تدبير السياسة الخارجية، لاسيما في إفريقيا. وأبرز في هذا الإطار انعقاد الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي المغربي-الموريتاني بنواكشوط يومي 9 و10 ماي، بحضور وفود حكومية وبرلمانية من البلدين.
أرقام الحصيلة: 14 مشروع قانون و8076 تعديلًا..
على مستوى الحصيلة التشريعية، صادق المجلس خلال الدورة على 14 مشروع قانون، من بينها نصوص تتعلق بإصلاح القضاء، وحقوق الإنسان، والاستثمار، والإعلام، والتحضير للاستحقاقات الرياضية الكبرى. كما صادق على 27 مقترح قانون، وبلغ عدد التعديلات المقدمة على النصوص 8076، قُبل منها 1548 تعديلًا.
وفي مجال الرقابة، عقد مجلس النواب جلستين لرئيس الحكومة حول إصلاح التعليم والسياسة الصحية، و12 جلسة أسبوعية للأسئلة الشفهية، تم خلالها طرح 401 سؤالًا (منها 134 آنيا)، بينما بلغ عدد الأسئلة الكتابية 2394، أجابت الحكومة عن 1420 منها.
كما واصلت المجموعات الموضوعاتية عملها في تقييم ثلاث سياسات عمومية: برامج محو الأمية، الاستراتيجية الوطنية للرياضة، ومخطط المغرب الأخضر. كما ناقش المجلس تقارير حول أسعار المواد الأساسية، والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تقارير مهام استطلاعية تتعلق ببرنامج “فرصة”، الشركة الوطنية للطرق السيارة، والأحياء الجامعية.
أزيد من 775 اجتماعًا للجان ومناقشة تقارير المؤسسات
عقدت اللجان الدائمة 775 اجتماعًا خلال الدورة، منها 231 خصصت للرقابة، و544 للتشريع. وتم تنظيم 16 لقاءً دراسيًا حول مشاريع قوانين وقضايا مجتمعية كبرى. كما ناقش المجلس تقارير رئاسة النيابة العامة، ومؤسسة وسيط المملكة، وتوصل بآراء استشارية من المجلسين الاقتصادي والاجتماعي، والوطني لحقوق الإنسان، حول مشاريع قوانين رئيسية، خاصة مشروع المسطرة الجنائية والمجلس الوطني للصحافة.
وجّه الطالبي العلمي رسائل قوية إلى “الخصوم”، محذرا من الحملات الممنهجة والتشهير بمؤسسات الدولة، مشيدا في المقابل بيقظة المؤسسة الأمنية واحترافيتها. وقال: “ما يحققه المغرب من استقرار ونموذج ديمقراطي، يثير حنق بعض الجهات، لكن العالم يعترف بمصداقية شراكات المملكة”.
وعبّر الطالبي العلمي عن اعتزازه بالتراكمات المؤسسية والدينامية البرلمانية، مؤكدا أن “مجلس النواب سيظل معبأ لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، بقيادة الملك، وفي أفق الاستحقاقات الدولية المقبلة التي تنتظر بلادنا”.