كود الرباط//

حذر رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، من تنامي خطر الجرائم الإلكترونية التي وصفها بـ”التحدي الخطير والصامت”، مبرزاً آثارها المهددة للاقتصادات والمجتمعات والوعي الإنساني والخدمات العامة، خاصة في ظل الفجوة الرقمية واحتكار التكنولوجيا. جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الثالث للحوار البرلماني جنوب-جنوب المنعقد اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 بمجلس المستشارين بالرباط.

وأكد الطالبي العلمي أن البلدان الإفريقية والعربية واللاتينية، رغم إمكانياتها البشرية والطبيعية الهائلة، تظل من أكبر المتضررين من اختلالات النظام الدولي، حيث تواجه تحديات متفاقمة تتراوح بين النزاعات الداخلية العابرة للحدود، والهجرة القسرية، والآثار السلبية للاختلالات المناخية، دون أن تكون قد استفادت بالشكل الكافي من ثمار التقدم الصناعي والتكنولوجي.

وفي هذا السياق، اعتبر العلمي، في كلمة ألقاها نائبه الاول محمد الصيباري نيابة عنه، أن الجرائم الإلكترونية تشكل اليوم خطراً متزايداً على الأمن والاستقرار، لكون العديد من بلدان الجنوب تفتقر إلى الوسائل اللوجستيكية الكافية للتصدي لها، مما يستدعي تعزيز التعاون الدولي وتكثيف الجهود الجماعية لردم الهوة الرقمية وتأمين البنى التحتية المعلوماتية.

وفي معرض حديثه عن القضايا الإقليمية والدولية، شدد رئيس مجلس النواب على أن العديد من بلداننا تواجه مخاطر الإرهاب والتطرف العنيف الذي يتحالف، في العديد من الحالات، مع نزعات الانفصال ويسعى إلى نشر الفوضى وتفكيك الدول والمس بوحدتها الترابية وسلامة أراضيها.

وفيما يخص السياسات التنموية، دعا العلمي إلى استثمار الموارد الطبيعية والبشرية الضخمة التي تزخر بها دول الجنوب، خاصة وأن إفريقيا وحدها تتوفر على 60% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، مشيراً إلى أن الشباب يعتبر ركيزة أساسية لتحقيق الإقلاع الاقتصادي، شرط تحسين أنظمة التعليم والتكوين.

من جهة أخرى، استعرض العلمي مبادرات المغرب بقيادة الملك محمد السادس في تعزيز التعاون جنوب-جنوب، مشيراً إلى مشاريع استراتيجية مثل أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، ومسلسل البلدان الإفريقية الأطلسية، ومبادرة تمكين بلدان الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، وهي مشاريع قال إنها تشكل اليوم جزءاً من الأجندة الإفريقية والدولية المشتركة.

وختم رئيس مجلس النواب المغربي مداخلته بالتأكيد على دور البرلمانات الوطنية في الترافع لصالح قضايا العدالة الغذائية والمناخية والتكنولوجية، داعياً إلى تحويل هذا النوع من المنتديات إلى منصات لإنتاج الحلول العملية من أجل مستقبل مشترك قائم على التضامن والنهضة الشاملة لدول الجنوب.