حميد زيد ـ كود//

كما يوجد حديث عن دولة للقضاة.

يمكن القول إنه عندنا في المغرب دولة للكريمات.

ودولة للتاكسيات.

التي يحق لسائقيها اعتراض طريق سيارات النقل الذكي.

ومحاصرتها.

وأحيانا الاعتداء على سائقيها.

وتعريضهم للخطر.

ومحاكتهم في الطريق.

دون أن يتدخل أحد.

وداخل الدولة.

صنع أصحاب التاكسيات.

وممثلوهم.

قانونهم الخاص.

الذي يسمح لهم بالاعتداء على كل من ينافسهم.

ويسمح لهم بلعب دور الأمن.

ودور القضاء.

بينما تبدو السلطة محايدة.

ولا تتدخل.

وتسمح بوجود دولة التاكسيات داخل الدولة.

وفي كل يوم.

نرى صاحب سيارة نقل ذكي ضحية لأصحاب التاكسيات.

ونرى اعتراضا في الطريق.

ونرى سيارات النقل الذكي تشتغل في السر.

وكي لا ينكشف أمرها.

وكي لا يقبض عليها أصحاب التاكسيات.

تلعب معهم لعبة القط والفأر.

وتختبئ كي لا يروها.

وتركن بعيدا عن الزبون الذي عليه أن يبحث عنها.

كأن دولة أصحاب التاكسيات لها قانونها الخاص.

وكأنها دولة مستقلة داخل الدولة.

وقد سبق لوزير الداخلية أن دعا في مراسلة رسمية الولاة والعمال إلى التصدي للنقل غير القانوني عبر التطبيقات الذكية.

ولذلك. وكلما اعتدى أصحاب التاكسيات على سائق سيارة نقل عبر التطبيقات الذكية.

استعانوا بدورية عبد الوافي لفتيت.

واستعملوها لصالحهم.

ووظفوها.

ونادوا بتطبيق ما جاء فيها.

محملين المسؤولية للولاة والعمال.

الذين لا يقومون حسبهم بدورهم.

رافضين التطبيقات الذكية.

متشبثين بالنقل القديم.

وبالماضي.

وبالفوضى.

وبريع الكريمات.

وفي الوقت الذي تغير فيه النقل في كل العالم.

وواكبت سيارات الأجرة في معظم الدول التقدم.

مستخدمة التكنولوجيا الحديثة.

ومنافسة للشركات العالمية التي تنشط في هذا المجال.

فإننا لا نزال نحن في المغرب نعترض طريقها مثل قطاع طرق.

ونقبض على السائق.

ونطلق سراح الزبون.

ولا يدري أحد ما هو القانوني وما هو غير القانوني.

حيث تشتغل كل شركات نقل التطبيقات في المغرب.

وينقل سائقوها المواطنين.

وفي نفس الوقت هناك دورية وزارة الداخلية.

وهناك دولة الكريمات.

التي ترفض أن تقتنع أننا في عصر لم يعد يقبل هذا النوع من الرخص.

ومن الامتيازات.

وترفض هذا التغيير الذي وقع.

وتقاوم.

بينما السلطة حائرة.

وغير حاسمة.

ومتشبثة هي الأخرى بتقاليدها العريقة.

وبكريماتها.

رافضة الانخراط في عصرها رغم كل الشعارات المرفوعة.

ومتخوفة من مغرب خال من الكريمات.

ومن الريع.

إلى أن وقعت واقعة الدبلوماسي الروسي الذي تم الاعتداء عليه

ونبهتنا جميعا إلى خطر كل هذا التساهل مع دولة التاكسيات

خاصة أن تنظيمنا لكأس العالم قريب

ولا يمكننا أن نصل إليه بهذه القطيعة مع التطبيقات الذكية

وبهذا الرفض لكل ما هو ذكي

وبضرب كل مشجع غامر وركب في سيارة

يحاربها أصحاب الكريمات

وبوجود دورية لوزارة الداخلية تأمر العمال والولاة بالتصدي لها

وبوجود دولة تاكسيات  داخل الدولة

تمارس استبدادها الخاص

وقانونها وأحكامها الخاصين

وتنافس الدولة في احتكار عنفها الشرعي.