حميد زيد ـ كود//
ليس من حقها.
ليس من حق الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت أن تستغل بساط مهرجان كان الأحمر.
بساط الفن.
والأضواء.
والألق.
والنجوم.
و لمعة آلات التصوير.
وتصنع به أحمر علم فلسطين.
ليس من حقها أن توظف لونه.
ليس من حقها أن تسيء إلى هذا الأحمر المحايد.
كان عليها فقط أن تمر.
وتلتفت يمينا.
وتلتفت شمالا.
وتقف.
وتتغنج.
وتبتسم للمصورين.
كما تفعل جميع الممثلات.
ليس من حقها أن تبرز الأخضر.
أخضر فستانها المختبئ.
كما يختبىء المقاومون في الأنفاق.
وخلف الدغل.
كي يفاجئوا الدبابة الإسرائيلية من المسافة صفر.
ليس من حقها أن توظف فستانها توظيفا سياسيا.
ليس من حقها أن تنحاز للإرهاب.
وبينما كانت كيت بلانشيت تقوم بهذا السلوك الأرعن كان هناك إسرائيليون يموتون.
كان هناك شعب يهودي مهدد في وجوده.
كان هناك يهود يتعرضون لإبادة جماعية.
كان هناك أطفال إسرائيليون يشعرون بالخوف من قدوم الفلسطيني المتوحش لقتلهم.
كانت هناك أمهات إسرائيليات يودعن أولادهن الذي ذهبوا إلى الجبهة في غزة لتحقيق السلام.
ولا يعرفن هل سيعودون.
ولا ماذا ينتظرهم بين هؤلاء العرب الجوعى.
والميتين.
ومفقودي الأطراف
والمدفونين أحياء تحت الردم.
وتحت ركام وأنقاض بيوتهم.
كان هناك نتنياهو ينتظر مجيء البرابرة.
وقد حل الليل ولم يأت البرابرة.
مع الاعتذار لقسطنطين كفافيس.
كان يتلذذ بوصولهم.
كانت هناك دولة إسمها إسرائيل تدافع عن وجودها.
وعن مواطنيها الأبرياء.
وعن ديمقراطيتها.
وعن حياتها الغربية.
ضد الهمج.
وضد الحيوانات.
لكن فستان كيت بلانشيت وبدل أن يساهم في صنع السلام.
والأمن في المنطقة.
وبدل أن يدين الإرهاب والتطرف.
فقد تحول إلى فستان معاد للسامية.
ناشرا الكراهية.
ومدافعا عن شعب من الداعشيين.
ومن القتلة.
ولم يقل كلمة عن الطرف الآخر.
ولم يلتفت إلى الضحية الإسرائيلي.
ولم تفكر من ارتدته في الضرر الذي تسبب فيه هذا الفستان لكل الإسرائيليين.
شعبا.
وحكومة.
وجيشا.
كما لو أنه طعنة.
وكما لو أنه عودة للنازية.
وللمحرقة.
ولأوشفيتز.
وقد كان على الولايات المتحدة الأمريكية.
وفرنسا.
وألمانيا.
وإنجلترا.
وكل أصدقاء إسرائيل.
وكل الديمقراطيين في العالم.
أن يدينوا خطوة كيت بلانشيت المتهورة.
وأن يشجبوا فستانها.
لكنهم للأسف لم يفعلوا ذلك.
بل إن دولا أوربية مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج قررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وبشكل أحادي.
معادية بدورها للسامية.
ومفصحة عن عنصريتها.
وعن كرهها لليهود.
مشجعة الفلسطينيين على المقاومة
وعلى الإرهاب.
وعلى الهجوم على إسرائيل المسالمة.
وتهديد أمنها.
منتصرة لما يعتبرونه قضية عادلة و تتعلق بالاحتلال.
معرقلة مسلسل السلام في المنطقة.
ومنتصرة للوحوش و للحيوانات.
وللفوضى في العالم.
في وقت كان فيه الفلسطينيون يعيشون في بحبوحة
تحت نير الاحتلال.
دون حاجة إلى دولة.
ولا إلى أرض.
ولا إلى علم.
ولا إلى نشيد.
ولا إلى هوية.
وفي وقت كان فيه الجيش الإسرائيلي على وشك التخلص من كل من يقول إنه فلسطيني.
وكل من يوجد في غزة.
وكل نازح.
وكل هارب من القصف.
لكن اعتراف الدول الثلاث بدولة فلسطين.
وفستان كيت بلانشيت في مهرجان كان.
قوض كل شيء.
ونكأ الجرح الإسرائيلي القديم.
وجعل الدولة اليهودية تتأكد أنها لوحدها.
وضحية.
ومهددة.
وحتى الفساتين.
وحتى الرقة.
والجمال.
والقلوب.
والأضواء.
وكل شيء.
صار ضدها.
ولم يعد أي كائن ينبض بالحياة.
وأي ثوب.
وأي حجر.
وأي جماد.
يقبل الظلم الذي تتعرض له.