حميد زيد – كود ///

دعيني أمدحك يا قطر.

دعيني أقول في حقك كلاما جميلا.

دعيني أشيد بك. وبكرمك.

دعيني أتحدث عن ذكائك. وعن حسك الإنساني. وعن دعمك لحماس ونتنياهو في الآن نفسه.

وللقاتل والمقتول.

وللمجرم والضحية.

و للقضية الفلسطينية والقضية الإسرائيلية على حد سواء.

دعيني أعتبرك دولة وإمارة معجزة.

دعيني يا قطر أنبهر بك.

وأحكي عنك. وعن تبرعاتك لبناء غزة. و عن الرواتب التي تمنحينها للموظفين في القطاع.

وعن علاقتك الطيبة بمستشاري نتنياهو.

و بوزرائه.

وبحكومته.

وعن دعمك لهم بالمال كي يدمروا كل ما بنيته.

وكل ما أنفقته على القطاع.

وعن حاجتك لإسرائيل لتلميع صورتك.

دعيني.

دعيني يا قطر أشكرك عن كل هذه الأدوار التي تقومين بها.

دعيني أقول عنك ما لا يستطيع أي أحد أن يقوله.

ولا أكتب عنك يا قطر كي تشغليني في العربي الجديد.

ولا في الجزيرة.

ولا في تلفزيون العربي.

ولا في أثير.

ولا في أي منصة من منصاتك.

ولا في أي مركز من مراكزك.

ولا في هذه المواقع الكثيرة التي تمولينها.

بل لأني حقا منبهر بك.

ومعجب بك يا قطر.

و بحكمتك. و بسياستك. وبقدرتك على أن تكوني. وفي حرب واحدة. وفي صراع واحد. مع كل الأطراف.

ومع الاحتلال.

ومع القضية الفلسطينية.

مستثنية السلطة ومنظمة التحرير.

ومع أمريكا.

ومع داعش.

ومع جبهة النصرة.

ومع رئيس الحكومة الإسرائيلي.

ومع التطبيع في السر. وضده في العلن.

ومع من يتعرض للقصف انطلاقا من قاعدة العديد في الوكرة.

ومع القاصف و المقصوف.

حيث كل الناس عندك سواسية.

ولا فرق عندك بين فلسطيني وعراقي وإسرائيلي ويمني.

فتمولين الجميع على قدر المساواة.

دون تمييز بين البشر.

ودون موقف مسبق.

و دون أي حكم أخلاقي.

وهذا أمر يحسب لصالحك يا قطر.

و من أرضك تنطلق الصواريخ والطائرات الحربية لتقصف العرب.

ومن أرضك يصل المال إلى تل أبيب.

وإلى غزة.

فدعيني. دعيني يا قطر أخرس كل الأصوات التي تحاول الإساءة إليك.

إنهم يحاولون عبثا التقليل من شأنك.

ويعتبرونك صغيرة ومثل عقل أصبع.

بينما أنا أراك كبيرة.

فكل دول الخليج لديها المال. ولديها النفط. والغاز.

لكن من يستطيع أن يشتري الفيفا.

وساركوزي.

وباريس.

و مراسلين بلا حدود.

وروبير مينار العنصري.

واليمين المتطرف. واليسار الراديكالي. والإخوان. والقوميين.

و سياسيا محترما. وشاعرا. ومثقفا. بحجم دومنيك دوفيلبان الذي تتهمه الصحافة الفرنسية بأنه يشتغل لصالحك.

و أنه صنع مركز استشارة لتقومي باستشارته.

فدعيني.

دعيني يا قطر أفصح عن إعجابي بك.

و بجزيرتك.

وبهذه التجربة الإعلامية الفريدة من نوعها.

والتي من أجلها تدعمين كل الأطراف.

كي نتفرج نحن العرب في الحروب وفي الإبادة.

وفي العاجل.

وفي الانفرادات.

وفي القتل المنقول مباشرة.

وفي أشلاء الأطفال.

وتنفقين كل كل هذا المال من أجل هذه المتعة التي تمنحينها لنا.

في البكاء.

وفي الدمار.

وفي الشومبيونز ليغ الذي تتمتعين بحقوقها الحصرية في المنطقة.

وإذا كان البعض يخجل من التصريح بحبك.

فأنا أفعلها أمام الملأ.

وأقول لكل العالم. و لكل العذال. و للجيران. ولخصومك.

وللمتضررين منك.

وللمستفيدين منك الذين لا يقومون بدورهم كما يجب.

ولا يدافعون عنك حين تتعرضين للهجوم.

وحين يظهر شيك لك هنا أو هناك.

و أقول بالفم المليان: أنا أحبك يا قطر.

وقد تفرجت في كل القنوات الإخبارية.

لكني لم أر مثل جزيرتك.

ومنها خرجت دولة سوريا الجديدة.

وخرج أحمد الشرع مهندما. في نسخته المزيدة والمنقحة.

بعد أن كان في نسخته السابقة إرهابيا مع الذين يقطعون الرؤس.

ويسجلون ذلك بالكاميرا.

ومنها خرجت دولة طالبان وعادت إلى الوجود.

و كل من يرغب في التفاوض مع الإرهاب.

يطرق بابك يا قطر.

وفي الدوحة توجد طالبان. ويوجد الدواعش. ويوجد الإسرائيليون.

ويوجد الإخوان.

ويوجد مواطنون قطريون محرومون من الجنسية.

ومن السفر.

ومن الدوحة خرجت سوريا السلفية.

و خرج الربيع برعاية أمريكية.

و خرجت كل هذه التجارب والمغامرات في دول العرب.

فدعيني

دعيني يا قطر أمدحك.

دعيني أتغزل فيك.

دعيني أذوب فيك عشقا.

فلا قدرة لي على أن أكتم مشاعري نحوك.

رغم أني لا شيء مقارنة بك.

دعيني أحلم.

وليس لي مثل قدرتك على كتم أخبار المظاهرات في تركيا ضد أردوغان.

وماذا عساي أفعل

فالحب غلاب وهو الذي يفضحني أمام كل الناس

وأمام القراء.

وكل ما يمليه علي قلبي أعبر عنه.

وكم حاولت أن أخفي حبي لك يا قطر.

وكم تظاهرت بأني مخاصم لك

لكن ذكاءك

وجمالك يا قطر

ومالك

يفضحني

ويجعلني منبهرا بك

ولا أنام

ولا أستوعب

كيف تلعبين كل هذه الأدوار.

يا قطري

يا “قطر غيت” خاصتي

أنا لا أطلب منك رشاوى

ولا تبيض أموال

ولا أتهمك

ولا أشك فيك لحظة

أنا الوحيد في هذا العالم الذي يعبر عن إعجابه

بك

بلا مقابل

أنا الذي أغار عليك

من الشرع

ومن نتنياهو

ومن يد الملا هبة الله آخنذ زاده

وهي تصافح يدك.