حميد زيد – كود ///

دعوها أيها الهمج.

دعوا إسرائيل تلعب كرة القدم.

فمنذ أكثر من سنة وهي تقتل الأطفال والنساء.

فدعوها أيها الأوغاد تأخذ قسطا من الراحة.

دعوها تروح عن نفسها. وعن جمهورها. وعن شعبها.

دعوها تتسلى.

دعوا إسرائيل تلعب وتراوغ.

دعوها تتمتع.

دعوها تسترجع أنفاسها.

ففي نفس اللحظة التي كانت تلعب فيها إسرائيل الكرة في أمستردام بهولاندا. ثم في باريس. فإن جيشها كان منهمكا بقتل الأبرياء. في غزة. وفي لبنان.

ولا هدنة.

ولا دقيقة وقت مستقطع.

ولا هنيهة ليلتقط الإسرائيلي أنفاسه.

ولا راحة.

ولا عطلة.

فدعوها إذن.

دعوا إسرائيل تمارس حياتها الطبيعية كما تفعل كل الدول الطبيعية.

دعوها تشجع منتخبها وأنديتها.

فالقاتل مثل الضحية في حاجة إلى أن يعيش بشكل طبيعي.

القاتل وكي يستمر في القتل فإنه في حاجة ماسة إلى الترفيه.

القاتل محتاج مثل غيره إلى اللهو.

وإلى أن ينسى.

كما أنه من حق إسرائيل أن تفرح بدورها بالأهداف المسجلة.

من حقها أن يكون لها جمهور. و مشجعون. و تيفوات. و إلترات.

وركلة جزاء. وخطأ مباشر. وركنية.

من حقها هي أيضا أن تحتج على الحكم. وعلى الفار.

وعلى كل العالم.

من حق مواطنيها أن يكونوا سعداء.

من حقهم أن يحتفلوا بكل هذا القتل. وهذا الموت. وهذا الخراب. الذي حققوه.

من حقهم بعض الترفيه.

من حقهم أن يشربوا البيرة في أمستردام.

من حقهم أن يرقصوا على جثث الفلسطينيين.

من حق اللاعب الإسرائيلي أن يركل الكرة. كما يركلها الفرنسي. والهولندي. والفلسطيني. والمغربي. والأردني.

فما يعانيه الإسرائيلي فظيع.

وما يرتكبه جيشه من جرائم لا يتحمله إنسان سوي.

والكرة هي متنفس له.

الكرة تجعل منه إنسانا يلعب مثل كل الناس.

ويفرح.

ويحزن حزنا في إطار الروح الرياضية.

وبعد أن صارت غزة كلها ردما.

وأمام صور الأشلاء.

وأمام صور الأعضاء المبتورة.

وأمام صور وجوه الصغار التي يسيل منها الدم.

وأمام صور رؤوس الأطفال وهي تنظر بعيونها إلى الإسرائيلي من تحت الحجارة. ومن تحت القضبان الحديدية.

فإنه من حق هذا الإسرائيلي أن يسافر.

و أن يتمتع بالحياة.

وأن يذهب إلى الملعب يوم الأحد.

وأن يسهر كل سبت.

لكن العالم اليوم صار همجيا.

وعدوانيا.

ويستكثر على الإسرائيلي مجرد التشجيع.

لكن الجمهور في كل مكان صار يعادي السامية.

ويرفض أن يلعب الإسرائيلي.

ولا يتعاطف معه.

ولا يتضامن معه ضد الفلسطيني الذي يريد أن يرميه في البحر.

ويريد إبادته.

ويريد أن ينتزع منه أرضه المسجلة باسمه في الأساطير القديمة.

وفي كتب الدين.

وهذا ظلم لا يمكن أن يتحمله أي إنسان

وأي شعب.

وأي دولة.

فأي عصر هذا الذي نعيشه

أي عصر هذا

الذي يصفر فيه الجمهور على إسرائيل في هولندا وفي فرنسا وفي كل مكان.

أي عصر هذا لم يعد يتحمل فيه أي شعب همجية إسرائيل

وجرائمها.

أي عصر هذا صار فيه القاتل غير مرحب به في كل الملاعب

كأنه ليس من حق القاتل أن يلعب

وأن يكون له فريق

كأنه ليس من حقه أن يسجل الأهداف.

كما يفعل كل البشر.