كود : يونس أفطيط

ليس هناك أسوء من أن يكون للشعب وزيرعابس الوجه تتقزز القلوب عند رؤيته، وأجمل وزير وأقربهم للقلب هو ذاك الوزير الذي يبهجنا وهو يقدم لنا خبرا أكثر مرارة من العلقم ورغم ذلك نبتلعه ونحن ضاحكين، والكارثة أنك لا تستعمل السكر حين تبتلعه فالمغاربة لا يشربون السكر، وما يخلطونه مع شاي الصباح وقهوة المساء هو وهم فقط وليس سكر.

لقد أصبح الاعلام يبحث عن الاثارة، وللاسف فليس الاعلام من يريد هذه الإثارة، بل القارئ والمشاهد من يتلهف لرؤيتها، ونحن محكومون بالعرض والطلب، وإن كان الطلب هو علال القادوس وسينا والشيخ السار، فعلينا أن نمنح القارئ ما يريده، فالاعلام لم يعد الان وسيلة للتثقيف بل أصبح وسيلة تسلية، وسيلة للتدمير، ونحن معشر الاعلاميين نتسابق لتقديم هذه الاثارة، كيفما كان نوعها، فالمحافظون يبحثون عن الاثارة المحتشمة الموجودة لدى مؤخرات الشيخ سار، واليساريون يبحثون عن الاثارة الفضائحية…. والكل يقول أنا الافضل.

وفي الحكومة علينا أن ننبش ونهبش لنجد الاثارة، من هو الوزير الذي يحب الجميع أن يستمعوا إليه حتى لو كانوا لا يفهمون شيئا من كلامه، وأي وزير لديه في مخه 10 في المائة ذكاء وتسعين في المائة فراغ مظلم؟ من هو الوزير الذي يستطيع أن يجعلك تجلس أمام الشاشة بدون تحرك حتى لو كان يزف إليك أسوء الاخبار؟ إنه الوفا، الوزير الاستثنائي في الحكومة التي يحاربها الجميع، في حكومة دون كيشوط دي لا مانتشا.

بالامس أطل الوفا على المشاهدين من برنامج مباشرة معكم، وبعد إنتهاء حلقته ضج الفايسبوك بالنشر على الحيطان والتعاليق، لم يتحدث أحد عن الضيوف، لأن النجم كان هو الوفا، الكل يتسائل ما هو صندوق زحيليكة، وهل الدولة تحضر لإخراج هذا الصندوق إلى الوجود والوفا يرفض الامر؟ وفجأة أنها مقدم البرنامج الحلقة، عم الصمت وإجتاح الغضب الفايسبوكيين، كيف للقناة الثانية أن تخصص لوزيرنا المبجل هذا الوقت غير الكافي.

لقد أصبح للرجل مقولات تاريخية، إنه رجل السنة ولا أقول نبي، إنه القائل :” والله أوباما باباه ما عندو هاد المدرسة “، وهو أيضا الذي أقسم أن المغاربة لا يستعملون السكر لذلك سيتم رفع الدعم عنه، هو أيضا من تحدث عن صندوق زحيليكة بالامس، وقال عنه ” ماكاين لا صندوق فقراء لا صندوق زحيليكة”.

كيف ترون هذا الرجل، ألا تحسون بعظمته، ألا ترون أن لديه 10 بالمائة من الذكاء، فتشوا في مخه جيدا أكيد ستجدون تلك العشرة بالمائة التي تحدث عنها بالامس، وزيري الوفا، لقد أصبحت أهيم فيك حبا، أنتظر ظهورك بفارغ الصبر، وأكره التلفاز حين لا تظهر فيه.

لست أنا وحدي من يهيم فيك حبا، هناك الالاف ومئات الالاف، يجب أن تعلم أنك معك الملايين، وأنت فقط سر إلى الامام، خدهم زنقة زنقة، ودار دار، ولا تستمع للجرذان، لا تستمع للابواق الظلامية التي ترغب في تثبيط عزيمتك، فأنت الوحيد الذي ينير لنا الطريق، أنت فقط من إستطاع أن يقود المغرب بحكامة جيدة ويوفر له الملايير عبر رفع الدعم الذي لم يكن أبدا يستفيد منه الشعب، وبما أن الحكامة الجيدة هي فقط رفع الدعم وليس خفض رواتب كبار المسؤولين فما رأيك أن يتم رفع الدعم عن جميع البرامج التلفزية الكوميدية، وبدل كل برنامج كوميدي تتكرم وتظهر لنا أنت في التلفاز، أكيد أننا سنضحك كثيرا بدل الحموضة التي تقتلنا بها البرامج والسيتكومات المبتذلة جدا، أليس هذا في صلب الحكامة؟