الدكتور عبد الكبير بلاوشو (كلية العلوم الرباط):
يا بني لا تشرك بالرأي إن الشرك لظلم عظيم، وأن نهج الإبعاد موقف حكيم، وبه تقضى شؤون المجلس وتستقيم.
يا بني لا تصعر خدك لكل سياسي منيب أو جامعي نقيب أو نقابي رقيب.
يا بني لا تمش في الأرض مرحا واجعل لك من الإطار صرحا، واحفظ الرأي في البال واعلم أن الحكمة لا تأتى إلا بالمال والبنون وزينة الحياة الدنيا ((اللهم اجعل الحكيم حافظا وأمينا على ودائع الأطلس وخزائنه إنه خبير عليم)).
يا بني أتيتك بقاموس يلهيك ولا يسعفك وقد يغنيك عن النسل والفصل ولا تشقى بعده أبدا.
هذا قول الحكيم والخروج عن فتواه بالإبعاد يعتبر تمرد رجيم، والرد على رأيه إما ردة ((مع كسر حرف الراء)) في عقيدة التفكير أو ردة فعل ((مع فتح الراء)) على مسلكه في التعبير. في البدء أتاه الرد سريعا على لسان أهل الفكر وبصوت نسائي لبيق وأنيق.
فالرد على تصريح “المهزلة” يتطلب اقتباس عبارات من قاموس مصطلحات “المزبلة” الملوث للمناخ المجتمعي. فالشخصية/الظاهرة لم ينفع مع نفاياتها اللغوية استحقاقات (كوب 22) فما أحوجها إلى “أكواب بأرقام صفرية” أكواب من سوائل علاجية لإعادة ترتيب وتنظيم خريطتها المعرفية.
من هنا فإن الإكسير الكيميائي ” للدارجة” -مع الإحتفاظ بحقوق الملكية الفكرية لفائدة الحكيم- قد يسعف مرضى الهذيان من أعراض اللغو في اللسان, وهذا بشهادة وتصديق من خبراء اللهو بالصفة والمعرفة في تشخيص أمراض السهو نتيجة كثرة اللغو. إنه صدى صوت نشاز في صنفونية أطلسية على الخشبة لم تعد تقبل بسماع لحن الإبتزاز أو تتحمل تقاسيم الإستفزاز. إننا نعيش فصلا من فصول مسرحية الجفاف وقلة الذوق والجمال والجفاء.
لعلمك أيتها الشخصية، لا يخلو زمان من وجود تائه وفقيه يجيد صناعة المتاهة والتفاهة، والإشتغال في ظلمة الليل مع أهل الفيل ليبدع لنا من ركام جهله قاموسا للقيل. هي نقطة واحدة مانعة وفاصلة بين مفهوم القيل وأصحاب الفيل، في احترام تام لتوزيع الأدوار المدرجة في جدول أعمال الليل. في هذا الإطار/المشروع، ومن موقعه ودوره المناط به في الدرك الأسفل من القول، يعلن السيد الحكيم في تصريحه الصحفي للرأي العام على ضرورة إبعاد النقابيين والسياسيين من المجلس الأعلى كفاية ونكاية في حكمته التي تتجلى في جهله.
ففي ذكرى المولد أخطأ الحكيم الموعد كعادته وهو الفاقد للغة الكلام وديبلوماسية القول، وبفائض من الجرأة الغير مرغوب فيها، تطاول على غيره بأوامر من أسياده. يكفينا شرفا أن صوتا نسائيا قام بتقويمه أملا في إستقامة لسانه، حيث نابت عنا “منيب” وجادت وأقنعت فأبدعت في النيابة مع تقدير كامل للتخصص المعتمد في دفتر الضوابط البيداغوجية لتلقين الدروس للسيد/الشخصية في مجال الكفاءة العلمية والقاعدة الأخلاقية. في الختام لك مني سيدتي ألف تحية، فالرؤية لدينا أضحت رؤيا وأحلام من هندسة صاحب الحكمة والقاموس إنه لقمان زمانه ولقمة غيره.