مصطفى الشادلي -كود///
تشجيع يخرج تيرانات من دوامة العنف.. هو لي كيحلمو بيه الجماهير الرياضية في المغرب، حيث مظاهر الشغب الرياضي ولات محط إدانة جماعية ودعوة إلى التصدي ليها بحزم أكثر. وسعيا باش يتحقق هاد الحلم بدا التفكير جماعيا في تصور باش ينقلنا لأشكال المساندة الحضارية المسؤولة، لي كتخلي الجميع يستمتع بأجواء الملاعب أفراد وعائلات بعيدا على مشاهد التخريب والسلوكات العنيفة لي عدفات كلشي في المدرجات.
وهاد المحاولة كانت محور لقاء في وجدة، حيث تدارت، اليوم الخميس، مناظرة جهوية حول التشجيع الرياضي.
وشكل هذا اللقاء محطة مهمة لمناقشة سبل إرساء ثقافة تشجيع رياضي حضاري ومسؤول، يتسم بالتوازن بين الحماس والانضباط، ويؤسس لعلاقات مؤطرة بين الجماهير وباقي الفاعلين الرياضيين، سعياً نحو بلورة ميثاق جهوي يعزز التشجيع كممارسة مدنية تنبني على قيم الاحترام، الانتماء، ونبذ العنف.
وفي الجلسة الافتتاحية، شدد والي جهة الشرق، خطيب الهبيل، على التحول الذي تعرفه الرياضة من مجرد نشاط ترفيهي إلى رافعة استراتيجية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ما يستدعي ترسيخ ممارسات راقية داخل الفضاءات الرياضية. وأبرز عددً من المشاريع الرائدة على صعيد الجهة، من ضمنها تأهيل المركب الشرفي بوجدة وفق المعايير الدولية، وبناء مجمعات رياضية كبرى ومدينة للرياضات، إلى جانب إنجازات نوعية بجميع أقاليم الجهة من ملاعب الغولف والمنتزهات الإيكولوجية. كما تم الإعلان عن مشاريع توسعة وهيكلة جديدة تعكس إرادة جهوية واضحة للنهوض بالبنية الرياضية واستثمارها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص الشغل لفائدة الشباب.
وجمعت هذه المناظرة عمال أقاليم جهة الشرق، ورئيس مجلس جهة الشرق، ونخبة من ممثلي الهيآت القضائية، النواب البرلمانيون، ورؤساء المصالح الأمنية، رؤساء المجالس المنتخبة، رؤساء المصالح اللاممركزة، رؤساء الفرق الرياضية، ورؤساء الجمعيات الرياضية، والكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إضافة إلى خبراء وأطر أكاديمية في مجالات متعددة فضلا عن مكونات المجتمع المدني.
يذكر أن أشغال المناظرة توزعات على ورشتين رئيسيتين، الأولى خُصصت لدور الجماهير في ترسيخ الريادة الكروية المغربية، والثانية تناولت إشكاليات أمن المباريات والتشجيع الرياضي في إطار رؤية تشاركية. وتميزت النقاشات بعمقها وتعدد زواياها، حيث طُرحت قضايا مثل تفشي الشغب، مظاهر التعصب، وضعف الوعي الجماهيري في بعض الملاعب.
وقد جرى تقديم نموذج الجماهير المغربية كأحد أشكال التشجيع المنظم عند تأهل المنتخب الوطني إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، من خلال الالتزام بالقيم السلمية والروح الرياضية، والتمثيل الأنجع للثقافة الراقية للمجتمع المغربي.
وكان الإعلام بدوره محور نقاش موسع، باعتباره فاعلا أساسيا في تشكيل الرأي العام، حيث دعي إلى تعزيز المسؤولية الإعلامية من خلال إبراز النماذج الإيجابية وتفادي التهويل، مع التأكيد على دور الإعلام الرقمي في توجيه النقاشات وتعزيز السلوك المدني. كما ناقش المشاركون القانون رقم 09-09 المتعلق بمحاربة العنف في التظاهرات الرياضية، وطرحت تساؤلات حول فعاليته وسبل تفعيله بشكل عادل لا سيما في ما يخص فئة القاصرين.