عمـر المزيـن – كود///
أكد عبد الرحيم شهيد رئيس الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، على أن أي قراءة للخطاب الملكي الذي وجهه الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الـ24 لتربعه على العرش، يجب أن تكون في إطار قراءة شاملة لمجموع الخطب الملكية التي وجهها الملك لشعبه منذ توليه حكم البلاد، ذلك أن الأمر يتعلق بمسلسل من التوجهات التي تؤسس لبناء المغرب الذي نريده جميعا، حيث لا يمكن اعتبار هذا الخطاب إلا جزء من رؤية ملكية شاملة”.
وذكر شهيد، في تصريحات لـ”كود”، أن “الملاحظة الأساسية التي يمكن أن ينتبه إليها كل من تتبع خطاب الملك الأخير، هو أنه تضمن استعمال مصطلح “الجدية” مرات عديدة، بلغت أربعة عشر مرة، حيث تكاد كل فقرات الخطاب لا تخلو من هذا المصطلح، إذ يمكن انطلاقا من هذا المعطى أن نسميه بخطاب الجدية، أو بخطاب القيمة أو الفضيلة التي يريدها الملك أن تكون أساس المرحلة المقبلة التي سيدخلها المغرب”.
وأضاف أن “الملك دعا إلى أن تكون هذه القيمة مذهب جميع المغاربة في الحياة والعمل، وأن يشمل جميع المجالات، في السياسة والإدارة والقضاء والصحة والتعليم والسكن، وأن يعني جميع الفاعلين خواصا وعموميين”.
وانطلاقا من الوقوف على بنية خطاب الملك محمد السادس، يقول شهيد لـ”كود”، يتضح أن الملك اعتبر قيمة الجدية والتفاني في العمل أهم القيم التي بنيت عليها الدولة أو الأمة المغربية، حيث كانت أساس جميع المنجزات والمكتسبات التي راكمها المغرب والتي تعكس بجلاء حقيقة النبوغ المغربي، على جميع المستويات، خاصة على مستوى القضبة الوطنية، والتي تتمثل في توالي الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، والتي كان وآخرها اعتراف دولة إسرائيل، وفتح القنصليات بالعيون والداخلة، وتزايد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي.
وزاد قائلاً: “هي القيمة التي يجب أن تحكم مستقبلا أداء وسلوك المغاربة دولة وشعبا سواء فيما يتعلق برهانات المغرب الداخلية أو بعلاقاته الخارجية، ذلك أن الملك لم يستعمل مصطلح “الجدية” فقط في حديثه عما حققه المغرب، بل شدد على ضرورة اعتباره حافزا من أجل النجاح في رفع التحديات المطروحة عليه في المستقبل، وهو ما يمكن اعتباره رسالة ملكية موجهة إلى الشباب المغربي على الخصوص، باعتباره جديرا بتاريخ الدولة الأمة التي ينتمي إليها، معنيا كذلك بحاضرها، والأهم أنه مسؤول عن مستقبلها، وذلك من أجل أن يتحلى بجموع القيم والمبادئ التي تتأسس عليها أمته المغربية والتي تأتي الجدية والتفاني في مقدمتها، وهو ما ربطه جلالته بضرورة توفير الظروف المناسبة للشباب المغربي حتى يكون قادرا على تحمل مسؤولية الاستمرار في تطور وازدهار بلده”.
ومن جهة ثانية، يقول شهيد لـ”كود”: “إن الملك في حديثه عن المغرب الدولة الأمة، وعن مجموع القيم والمبادئ التي تميز المغاربة، أكد على أن المغرب دولة مركزية قومية لها تاريخ وهوية وحضارة، وهو ما جعلها تطلع تاريخيا بالعديد من الأدوار، خاصة ما تعلق منها بعملية ترسيخ السلام في العالم، حيث جدد جلالته التعبير عن هذا الدور بشكل واضح حينما جدد التأكيد على يد المغرب الممدودة للجزائر”.