كمال لمريني- كود وجدة //

قال خالد شيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد بوجدة، إن الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال 22 لعيد العرش، تضمن رسائل مباشرة فيما يتعلق بالعلاقات المغربية الجزائرية، وهي رسائل ليست بجديدة بل تكررت منذ زمان بالنسبة للمغرب، وهي تعكس بالخصوص على ما تقدم به الملك عندما تحدث أن المغرب لديه تاريخ ولع ذاكرة ومسؤولية حضارية.

وأضاف خالد شيات في تصريحه ل “كود”، أن المغرب ينطلق من كون أن الجزائر كمنظومة اجتماعية، ثقافية، وحضارية، لا تنتمي لهذه المنظومة المغاربية التي ينتمي إليها المغرب كيفما كانت المشاكل التي ولدت أو خلقت في ظل الوضع المعاصر الذي تعيشه العلاقات المغربية الجزائرية.

وأشار إلى أن هذه الرؤيا التي ينطلق منها الملك محمد السادس، هي منظمة حضارية تنتمي إلى هذا الفضاء العربي، الإفريقي، الإسلامي، بمعنى أن التحديات والمشاكل والشرور تأتي من ضفة أخرى ومن جوانب أخرى، وهذا الخطاب الذي يتكرر الآن في الإعلام الجزائري بتخوين المغرب، باعتبار مصدر للشرور، هو جواب على ما جاء في مجموعة من المقالات والمنابر الرسمية الجزائرية بما فيها مجلة الجيش الجزائري التي كتبت مؤخرا أن المغرب هو سبب كل الشرور في المغرب.

وتابع الشيات، إن هذا القول قول هادئ مركز ومباشر من قبل الملك في اتجاه الرئيس الجزائري، معتبرا أن إمكانيات تصحيح الوضع القائم ما دام أن الوضع الذي بدأ أثناء إغلاق الحدود لم يكن أي شخص من الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية السياسية اليوم موجودا في سدود السلطة.

وأوضح أستاذ القانون العام، أن المغرب عندما يفتح ذراعيه للجزائر لإطلاق الحوار والاهتمام بحسن الجوار، لا يعني أن هذا نوع من الضعف بالنسبة للمغرب، بل قوة أساسية في مقابل من يتعاملون بالرعونة وانعدام الحسابات الاستراتيحية من طرف الجارة الشرقية التي لا زالت تدعم جبهة انفصالية في قضاياها السياسية الإستراتيجية والدبلوماسية.

ولفت خالد شيات، إلى أن الخطاب الملكي كان خطابا مباشرا والاستجابة ستبقى رهينة بهذا المستوى الثاني، لان المغرب ينتمي إلى وطن حضاري، ولكن أيضا ممكن أن يكون المستقبل قاتما وأن يكون مستقبل عدم الثقة إذا ذهبت الجزائر دعمها إلى مدى أبعد في دعمها للحركة الانفصالية.