عمـر المزيـن – كود///
قال رئيس كرسي تحالف الحضارات بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، عبد الحق عزوزي، أنه “في باطن خطاب الملك محمد السادس نظر وتحقيق وتشخيص وتعليل للمجتمع المغربي، كما أن مراميه دقيقة وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، وقد لخصها الخطاب الملكي في جدية المغاربة وتفانيهم في العمل”.
ويرى الدكتور والمفكر الأكاديمي البارز عزوزي، في تصريحات لـ”كود”، أن “هذان العاملان المؤسسان هما اللذان جعلا المنتخب الوطني يحقق نتائج غير مسبوقة في كأس العالم، وهما اللذان مكنا من إنتاج أول سيارة مغربية محلية الصنع، بكفاءات وطنية وتمويل مغربي، وكذا تقديم أول نموذج لسيارة تعمل بالهيدروجين قام بتطويرها شاب مغربي… زد على هذين العاملين عامل الثقة، وهو عامل مفسر لا محالة لنجاح دولة المؤسسات…”.
وأشار الخطاب الملكي، حسب الدكتور عزوزي لـ”كود”، إلى اهتزاز في منظومة القيم والمرجعيات عالميا؛ والمغاربة هم دائما المرشحون لتمثل هاته القيم؛ ونحن نتذكر أنه منذ أيام اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أيام، بإجماع أعضائها الـ193، قرارا تقدمت به المملكة المغربية، ضد حرق نسخ القرآن الكريم، وخطاب الكراهية.
ويضيف المتحدث: “هذا القرار التاريخي يستنكر “بشدة جميع أعمال العنف ضد الأشخاص على أساس دينهم أو معتقدهم، وكذلك أي أعمال من هذا القبيل ضد رموزهم الدينية أو كتبهم المقدسة (…)، التي تنتهك القانون الدولي”.
الدكتور عزوزي أشار إلى أن الجدية والثقة التي تميز المغاربة والحكمة الدبلوماسية المغربية هي التي أثمرت توالي الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية؛ وآخرها اعتراف دولة إسرائيل، وفتح القنصليات بالعيون والداخلة، وتزايد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي.
كما أكد في ذات السياق أن “هاته الانتصارات جاءت في إطار الحكمة الدبلوماسية للمغرب التي مأسست لمسيرة دبلوماسية حكيمة حقق بها المغرب نجاحات متتالية وذلك باعتراف عدد من الدول بسيادة المغرب على الصحراء… وهي ثمرة لاستراتيجية تفاوضية قائمة على اتزان فكري وعلى وقائع تاريخية لا يمكن دحضها وعلى مصالح لا يمكن القفز عليها وعلى قواعد يجب أن تحكم بين الجيران في ظل بيئة دولية معقدة لا تسمح بالارتجالية ولا بالتآمر ولا بنسيان القواسم المشتركة التي تقدس الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الأطراف…”.
“كل هذا وذاك، يشير أيضا إلى أن القوة الدبلوماسية الناعمة للمغرب قائمة على الوضوح والحزم والثبات، وهي التي تعززت بافتتاح العشرات من القنصليات العامة في مدينة العيون والداخلة؛ كما يجسد افتتاح هذه التمثيليات تعبيراً رسمياً عن اعتراف هذه الدول بمغربية الصحراء، وتكريساً لدور الأقاليم الجنوبية كبوابة للمغرب نحو أفريقيا… كما أن كل هذا يوحي بما لا يدع مجالاً للشك بأن المنظومة الدولية تعتقد يقيناً بجدية المبادرة المغربية للحكم الذاتي للحل السياسي للنزاع المفتعل حول صحرائه، بتكريس حكم ذاتي موسع تحت السيادة المغربية، وفي إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية”. يضيف الدكتور والمفكر المغربي عزوزي لـ”كود”.