الوالي الزاز -كود- العيون///
أعلنت إسبانيا عن 11 ملعبا المخصصة لإحتضان مباريات كأس العالم 2030، المنظم بمعية المملكة المغربية والبرتغال، إذ ضمت القائمة ملاعب من مختلف بقاع إسبانيا وينضاف لها ملعب گران كناريا في لاس بالماس.
ويفسح إحتضان ملعب گران كناريا بلاس بالماس للبعض من مباريات كأس العالم المجال أمام إستثمار مهم للمملكة المغربية، ولاسيما وزارة السياحة والثقافة أيضا، وذلك بحكم القرب من الأقاليم الجنوبية للمملكة وجهة العيون الساقية الحمراء خاصة، بحيث لا تبعد لاس بالماس عن مدينة العيون سوى 30 دقيقة على متن رحلة جوية، وهي الرحلات الجوية المتوفرة بشكل يومي وعلى إمتداد أيام الأسبوع وعددها سبع رحلات تغطيها الخطوط الملكية المغربية وشركة “بينتر” الإسبانية بفعل الشراكة التي تربطها بمجلس جهة العيون الساقية الحمراء في إطار تعزيز منظونة الخطوط الجوية بالمنطقة وتعزيز إنفتاح جهة العيون على محيطها سواء الإقليمي أو القاري.
ويتطلب إحتضان لاس بالماس لبعض من مباريات كأس العالم نباهة من وزارة السياحة من جهة ومن وزارة الثقافة من جهة أخرى لإستغلال قرب لاس بالماس من العيون والإستثمار في القطاع السياحي والثقافي على مستوى جهة العيون الساقية الحمراء وتعزيز شراكتهما مع مجلس جهة العيون لتحقيق قفزة مهمة على مستوى القطاعين في الأقاليم الجنوبية من خلال شراكات إستباقية وبرامج ترويجية بإمكانها تحقيق قفزة على مستوى القطاعين بالمنطقة ووضعها على خارطة السياحة العالمية، خاصة وأن المنطقة تحظى بإرث ثقافي مهم وتزخر مؤهلات سياحية مهمة.
لاس بالماس – العيون : حالة مشابهة لكأس العالم فقطر
صُنفت كأس العالم بقطر على أنها أفضل النسخ في التاريخ بحكم التنظيم المحكم والبنية التحتية الكبيرة التي وفرتها قطر من ملاعب وطرق وغيرها، وعلى الرغم من صغر مساحة قطر وأعداد السياح الكبيرة التي حجت إليها، إلا ان دول خليجية مجاورة إستفادت بشكل كبير من التنظيم القطري وإستغلت عامل القرب منها، بحيث سجلت دول كالبحرين والإمارات وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية طفرة على المستوى السياحي بفضل الإحتضان القطري، ولاسيما في المجال السياحي، إذ لجأ السياح من مختلف بقاع العالم الحاصلين أو الباحثين عن التذاكر إلى هذه الدول قصد المبيت على الأقل قبل التوجه لمتابعة المباريات في قطر، وذلك لمواجهة غلاء الأسعار والنقص الحاصل في الأسِرة والإيواء بقطر.
حالة قطر مع الدول الخليجية المجاورة نفسها حالة كبرى حواضر الصحراء مدينة العيون مع لاس بالماس الإسبانية، بل تتفوق حالة العيون مع لاس بالماس على حالة الدول الخليجية بالنظر لعدة أسباب، أولها يتعلق بإنخفاض تكلفة السفر البالغة نحو 800 بين المدينة المغربية ونظيرتها الإسبانية، خاصة وان النقل الجوي بين لاس بالماس والمدن الإسبانية أعلى تكلفة، وكذا رفاهية التنقل بحكم أنه يتم عبر رحلة جوية لا تتعدى 30 دقيقة، بالإضافة لعامل إنخفاض الاسعار سواء في مجال الإيواء أو المعيشة، وكذا بفِعل المؤهلات السياحية التي توفرها المنطقة من بحر وصحراء وتقاليد وإرث ثقافي كبير بإمكانه أن يشد إنتباه الزوار من مختلف بقاع العالم، وكذلك بالنظر للتنمية الشاملة التي تشهدها جهة العيون الساقية الحمراء في شتى المجالات سواء في قطاع البنية التحتية أو الخدمات والمشاريع المهيكلة التي تتوفر عليها بقيادة الملك محمد السادس وأجرأتها من طرف المجالس المنتخبة والسلطات المحلية.
لاس بالماس- العيون : وزارتا السياحة والثقافة مطالبتان بتبني برنامج قوي مع مجلس الجهة لدعم القطاعين
تعد فرصة إحتضان لاس بالماس لبعضٍ من مباريات كأس العالم فرصة مهمة للمملكة المغربية قصد الترويج بشكل مهم للأقاليم الجنوبية للمملكة وخاصة جهة العيون الساقية الحمراء، إذ ينبغي على وزارتي السياحة والثقافة إعتماد إستراتيجية فعالة للإستفادة أقصى ما يمكن من هذا الحدث وتحقيق نتائج قد تنعكس على كافة القطاعات وليس السياحة او الثقافة فقط.
الوزارتان المعنيتان وكذلك شركة الخطوط الملكية المغربية يتوجب عليهم أيضا الإستفادة من الورش التنموي المفتوح على مستوى جهة العيون الساقية، والأخذ بعين الإعتبار ما تم تحقيقه من تَقدم ونماء على مستوى الجهة والإشتغال وفق مقاربة تشاركية وتحقيق التكامل مع مجلس جهة العيون الساقية الحمراء لوضع برنامج بإمكانه الإسهام في ترقية هذه القطاعات، وعِماد هذه المقاربة هو مسألة الربط الجوي بين العيون لاس بالماس وتكثيفه من خلال ربط العيون بعواصم أفريقية، وتحسين البنية التحتية الجوية وتهيئة مطار العيون الحسن الأول وتجويد خدماته ومرافقه ليُصبح واجهة للمملكة، وكذا دعم وزارة السياحة للقطاع على مستوى الجهة وتشجيع الإستثمار في الفنادق والشقق الفندقية وغيرها، فضلا عن دعم المستثمرين المحليين لإستغلال المؤهلات الطبيعية في المنطقة كالصحراء والبحر والترويج لها إستباقيا على الأقل في الدول المشاركة في كأس العالم أو الدول التي ستلعب منتخباتها في ملعب گران كناريا بلاس بالماس.
لاس بالماس- العيون: الصحراء إرث وتراث ثقافي مُلفت للأجانب
وزارة الثقافة بدورها بإمكانها لعب دور مهم والمساهمة في تحقيق نتائج مهمة للمملكة المغربية إنطلاقا من هذا الحدث على المستوى الثقافي، وذلك من خلال إستغلال إرث المنطقة الزاخر وتقاليدها وعاداتها وزيها الملفت للإنتباه بالنسبة للأجانب، والإستثمار في ذلك عبر التعريف بها في المحافل الدولية، ولاسيما على مستوى لاس بالماس تزامنا والمباريات التي ستُلعب سواء في المغرب أو إسبانيا أو البرتغال، وأيضا بشكل إستباقي من خلال إستغلال الاحداث الدولية للترويج لهذه الثقافة والإرث الحضاري بإعتباره مكونا اساسيا ضمن مكونات التنوع الثقافي المغربي.
وزارة الثقافة قي هذا الصدد مُطالَبة بالعمل رفقة وزارة للسياحة ومجلس جهة العيون الساقية الحمراء من الآن للإستثمار في هذا الحدث العالمي ليس ضمن الإطار العام للمونديال بل التفاعل مع المنطقة وتاريخها بشكل خاص يجعل منها محور مهم ضمن محاور التنظيم المونديالي، وبالطبع كجزء لا يتجزأ من المملكة المغربية.
نفس ما سبق ينطبق أيضا على مدينة العيون مع المدن المغربية المُحتضِنة لمباريات كأس العالم وأقربها أگادير، إذ يلزم الوزارات المتدخلة إستغلال هذا الحدث للترويج للصحراء المغربية أحسن ترويج لتحقيق منافع بأثر مباشر على الأقاليم الجنوبية والسيادة المغربية.