حميد زيد – كود//
ياله من نصر.
يا لها من ضربة موجعة للخصوم.
فقد كسبنا الحرب و استرجعنا زليجنا.
الزليج لنا. الزليج مغربي. الله أكبر. الله أكبر. عاش الزليج. عاش الجبس. عاش النقش. عاش الخزف. عاش الكسكس. والفقاص.
والآن . الآن. حصحص الحق.
ومنذ اللحظة لن يجرؤ أحد على سرقة أي زليجة من زليجنا.
ومنذ اللحظة ستفكر أديداس ونايك وكل العلامات الرياضية ألف مرة قبل طباعة أي زليجة.
وبعد أن حسمنا معركة الزليج.
وبعد أن انتصرنا.
فلن نتساهل من الآن فصاعدا مع من لا ينخرط في حمى الزليج.
ومع من لا يلتحق بالجبهة.
وسنعتبر كل من لا يتبنى قضية الزليج العادلة خائنا. ولا ينتمي إلينا.
وسننبذه.
وإما معنا وإما ضدنا.
ولا منزلة بين المنزلتين. ولا وسط. ولا حياد في هذا الموضوع. ولا موضوعية.
وليس مغربيا من يضع قدما هنا. وقدما هناك.
ومن لا يهتم بالموضوع. ومن لا يتحمس له.
ومن ليس له غيرة على زليجه فليس مغربيا.
ومن لا يفرح.
ومن لا يحتفل بالنصر المحقق فمشكوك في وطنيته.
فهذا يوم تاريخي.
ولا حديث في كل المواقع الإلكترونية. وفي الفيسبوك. وفي تويتر. وفي كل مكان. إلا عن هذا الأمر.
والكل سعيد.
ووزارة الثقافة مبتهجة.
ويكفي الحكومة ما حققته في قضية الزليج كي نعتبرها ناجحة. وموفقة.
ولا نريد منها بعد هذا النصر أي شيء آخر.
ومن لا تزغرد منكم يا نساء المغرب فليست مغربية.
و من لا يبتهج لما حدث فعليه أن يسائل نفسه. ويراجعها. و يلومها.
وبعد أن انتصرنا. وبعد أن استعدنا زليجنا. فلنفكر أن نخلد هذا الحدث. وأن نجعل منه عيدا وطنيا. ويوم عطلة.
ولنصنع طرقا من الزليج.
ولنبلط به الأرصفة.
ولنضعه في الجدران. وفي الواجهات. وفي العقول. كي يظل عالقا في الرؤوس.
وكي تحافظ عليه الأجيال الصاعدة.
وكي لا يفرط أولادنا وأحفادنا في زليجة واحدة. وكي لا تأتي دولة أخرى وتحاول سرقته منا من جديد.
والمثير في هذا النصر. والمفزع في الآن نفسه. هو هذا الإجماع حول هذه القضية.
وهو ربطها بالوطنية.
وهو هذا الاحتفاء بها.
وهو أن يصبح الزليج مقياسا تقاس به درجة الوطنية.
وهو أن نكتب عنه.
وهو أن يتحمس له الصحافيون والنخبة.
وهو أن تصيبنا نفس الأمراض التي يعاني منها جيراننا.
وهو أن نحتفل بانتصارات لم نحققها.
وهو أن نخوض معارك وهمية لا أثر لها على أرض الواقع.
ولم تقع في أي مكان.