هناء أبو علي ـ كود//
وصل تقديس المغاربة إلى شهر رمضان (الركن الرابع في الإسلام)، إلى جعله فريضة أساسية تتفوق على باقي الفرائض الدينية الأخرى من حيث الممارسة، إذ أصبح يأتي ثانيا بعد الشهادتين.
وخلصت دراسة ميدانية تحت عنوان “الإسلام في الحياة اليومية، بحث حول القيم والممارسات الدينية بالمغرب”، إلى أن المغاربة يولون أهمية كبرى للصيام مقابل حرصهم على أداء فريضة الصلاة.
أشرف على الدراسة، التي نشرت نتائجها، في عام 2013، كل من محمد العيادي المتخصص في الإسلام والسياسة، وحسن رشيق الباحث في الأنثروبولوجيا، ومحمد الطوزي صاحب كتاب “الملكية والإسلام السياسي في المغرب”.
فردا على سؤال “ما هو الأسوء بالنسبة لكم: عدم أداء الصلاة أو عدم الصيام أو هما معا؟” أجاب 40.1 في المائة أن الأسوأ قد يكون هو الصيام، بينما يرى 19.7 في المائة أن الأسوأ قد يكون هو عدم الصلاة، في حين يضع 38 في المائة الشعيرتين: “الصلاة والصيام” على قدم المساواة. كما خلصت النتائج إلى أن فئة الشباب ما بين 18 و24 سنة، فاقت أكبرها سنا، إذ اعتبرت 45.1 في المائة أسوأ الأفعال يتمثل في عدم الصيام. فيما تذهب النسبة الغالبة إلى اعتبار أن من لا يصوم رمضان، بدون عذر واضح، ليس مسلما.
كما خلص استطلاع للرأي أجراه محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في قضايا الإسلام والتطرف والإصلاح الديني، تعلق بـ”الفرق بين الصلاة والصيام في التعظيم” إلى تقديس أغلب المغاربة للصوم مقارنة بالصلاة، باختلاف الأعمار والمستويات التعليمية وأماكن الإقامة.
فقد اعتبرت نسبة 82 في المائة من رجال البادية، حسب نتائج الاستطلاع، أن سبب تعظيمهم للصوم كونه لا يتكرر إلا مرة واحدة في السنة، فيما أجابت 90 في المائة من نساء البادية بنفس التعليل ذاته.
وفيما عبر 74 في المائة من الرجال بالمجال الحضري عن تخوفهم من الإصابة بمرض أو كارثة كيفما كان نوعها قبل انقضاء السنة، عبرت 80 في المائة من النساء المدينيات عن نفس التخوف.
لكن إن كان هذا التخوف من التعرض لـ”عقاب في الدنيا قبل الآخرة” أصبح يشكل هاجسا لدى غالب سكان المدينة، يكاد يغيب عند أهل البادية. واللافت أن هذا التخوف الذي يعبر عنه في الكلام الدارج بـ”غادي يخرج فيه رمضان” أو “ما كيدورش عليه العام”، لا نجد له مثيلا في الأمثال الشعبية حول تارك الصلاة.
وفيما يخص درجة التسامح، خلصت دراسة “الإسلام في الحياة اليومية” إلى أن النساء أقل تسامحا مع إبقاء المطاعم والمقاهي مفتوحة أثناء فترة الصيام، إذ أيدت 9 في المائة فقط من النساء إبقاءهما مفتوحتين، مقابل 15 في المائة من الرجال. كما رأت 64 في المائة من النساء أن “وكال رمضان” غير مسلم، مقابل 54 في المائة من الرجال.
وبينما عبر الشباب ما بين 18 و30 سنة، حسب الدراسة نفسها، عن تخوفهم من العقاب الدنيوي، لا نجد هذا الهاجس في إجابات من تجاوزوا 40 سنة، والذين اكتفوا عن تعبيرهم عن تشبثهم بطقوس الشهر “كتقاليد اجتماعية لا يمكن تغييرها، ولكونه سببا في تجمع العائلة وموسما لصلة الرحم”، وهذا ما لا يشغل الفئات العمرية الأصغر سنا.