عمر احرشان////

في سابقة من نوعها تبرز انتقال معسكر المطبعين مع الكيان الصهيوني إلى سياسة هجومية للاصطياد في الماء العكر وتنفيذ مخططات ضرب النسيج المجتمعي الوطني باللعب على ورقة اضطهاد الأقليات وإثارة النعرات القبلية أو الدينية او العرقية أو اللغوية لا حظنا كيف حاولوا التغطية على نجاح المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي عكست حجم ارتباط المغاربة بهذه القضية.

إثارة ورقة اضطهاد اليهود المغاربة تشبه ورقة الأقباط في مصر والأكراد في العراق والمسيحيين في لبنان. طيلة قرون لم يسجل على المغاربة اضطهاد لليهود لأنهم اعتبروهم دوما مغاربة لهم حقهم الكامل في المواطنةن وبالمقابل، رفض يهود كثر الالتحاق ب”إسرائيل” مفضلين وطنهم المغرب، وناصر جلهم قضية فلسطين معتبرين الكيان الصهيوني غاصب وعنصري واستعماري.

من يقف وراء هذه العرية المجهولة المصدر؟ ولماذا اختيار هذا التوقيت الذي يقتل فيه الفلسطينيون؟ ومن المستفيد من إثارة هذه التفرقة اليوم بين المغاربة؟
الإجابة عن هذه الأسئلة كفيلة بتحديد موقف مبدئي من هذه الدعوات وتحديد موقف عملي كذلك يرفض أن يسقط في فخ دعاتها.

المشكلة مع الصهيونية والصهاينة، القضية الفلسطينية قضيتنا المركزية التي لن نرتاح حتى تتحرر ويعيش إخواننا الفلسطينيون في أمن وسلام.. وما حدث في المسيرة لا يستهدف اليهود المغاربة ولا غيرهم ولا يعني استباحة دم مسالم لم يعلن حربا ولم يستعمل سلاحا لقتل الفلسطينيين.
وهذا مفهوم ومعمول به لدى كل المغاربة طبعا.