كود – الرباط//
مرة أخرى، أكد المغرب حضوره القوي في المشهد البرلماني والدبلوماسي الدولي، من خلال احتضان مجلس المستشارين لأشغال النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، المنعقد يومي 28 و29 أبريل 2025 بالرباط، تحت رعاية الملك محمد السادس.
المنتدى، الذي ترأس جلسته الافتتاحية محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، ورئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، شهد مشاركة غير مسبوقة لأزيد من 32 رئيسة ورئيس مجلس برلماني، يمثلون أربع مجموعات جيوسياسية كبرى من إفريقيا والعالم العربي وآسيا وأمريكا اللاتينية.
ريادة دبلوماسية هادئة وفعالة
في كلمته الافتتاحية، عبر ولد الرشيد عن فخره باستضافة المغرب لهذا المنتدى الدولي، مشددا على أن المغرب ظل دائما، تحت قيادة الملك محمد السادس، متمسكا بنهج التعاون جنوب-جنوب كخيار استراتيجي، بعيداً عن منطق “الحروب الدبلوماسية العقيمة” التي تلجأ إليها بعض الجارات الإقليمية.
بل اختار المغرب أن يجعل من فضاءاته منصة حوار وتكامل وتضامن حقيقي بين دول الجنوب، وهو ما أكده الحضور الوازن والنوعي للمنتدى.
منتدى الحوار جنوب-جنوب.. منصة مغربية بامتياز
منتدى الرباط تحول إلى منصة رائدة لدعم التكامل الاقتصادي والتنمية المشتركة وتعزيز السلم والتعاون الإقليمي، في زمن التحولات الجيوسياسية الكبرى.
ولد الرشيد شدد على أن المغرب، بفضل استقراره وموقعه الجيوسياسي، بات يشكل صلة وصل بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، وهي رؤية تترجمها المبادرات الكبرى كأنبوب الغاز نيجيريا-المغرب ومشروع الولوج إلى المحيط الأطلسي لدول الساحل.
ولد الرشيد.. صوت العيون في خدمة الدبلوماسية الوطنية
منذ انتخابه رئيسًا لمجلس المستشارين، ضَخ محمد ولد الرشيد نفسًا جديدًا في العمل الدبلوماسي البرلماني المغربي.
ابن مدينة العيون، القادم من قلب الصحراء المغربية، استطاع أن يمنح هذا النوع من الدبلوماسية زخمًا خاصًا، متسلحًا برؤية استراتيجية وبراغماتية، جعلت من قضايا التعاون والتنمية ومساندة قضايا الشعوب في الجنوب، أولوية في أجندة مجلس المستشارين.
وهو ما أزعج خصوم الوحدة الترابية، الذين وجدوا أنفسهم أمام دبلوماسية مغربية برلمانية أكثر مهنية وهدوءًا وتأثيرًا في المنظمات الدولية.
بخلاصة اجتماع اليوم كان محطة استثنائية في تاريخ الديبلوماسية البرلمانية، بحيث جمع ولد الرشيد رؤساء وممثلي كافة الاتحادات الجهوية الإفريقية والأمريكولاتينية، إلى جانب نظرائهم بالعالم العربي و رؤساء وممثلي المجالس في آسيا، في المنتدى البرلماني جنوب – جنوب.
حضور متنوع وبرنامج حافل
البرنامج، الذي توزع بين جلسات عامة واجتماعات موضوعاتية، عرف نقاش قضايا استراتيجية، من بينها دور الحوارات البين-إقليمية في تعزيز الاندماج الاقتصادي والتنمية المشتركة، وأهمية التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لخدمة الصناعة والاقتصاد في بلدان الجنوب.
كما تم تنظيم اجتماع شبكة البرلمانيات، واجتماع شبكة الأمناء العامين للمجالس التشريعية لدول الجنوب، بالإضافة إلى اجتماع منتدى “أفرولاك” الذي جمع برلمانيي إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
رسالة المغرب إلى العالم
منتدى الرباط وجه رسالة واضحة: المغرب حريص على أن يبقى منصة للتلاقي والحوار الحقيقي بين شعوب الجنوب، بعيدًا عن الشعارات الفارغة والمزايدات الدبلوماسية.
وبفضل حنكة مؤسساته وعلى رأسها مجلس المستشارين بقيادة ولد الرشيد، يواصل المغرب تعزيز مكانته كلاعب أساسي في صياغة ملامح التعاون الدولي الجديد المبني على التضامن والتكامل.