أنس العمري///

حنا عايشين فغابة تقدر تموت وتدفن بلا خبار لا عائلتك ولا حتى المخزن. هادشي وقع في الدار البيضاء قبل حوالي 14 سنة، عندما تلقت عائلة تقطن في الصويرة خبر وفاة ابنتهم فاضمة بوطلحة (29 سنة) التي كانت تشتغل كخادمة عند عائلة في العاصمة الاقتصادية ودفنها حتى دون إلقاء النظرة الأخيرة عليها معرفة المكان الذي دفنت فيه.

تفاصيل هذه الحكاية المؤلمة تعود إلى سنة 2002، عندما تفاجأت الأسرة الصويرية باتصال من السيدة التي تشتغل عندها ابنتهم تؤكد لهم فيه أن المرض اشتد عليها، وأنها حالة الصحية حرجة.

العائلة المفجوعة بمرض الإبنة، سارعت إلى الركوب في أول حافلة لنقل المسافرين متوجهة إلى لدار البيضاء. وعند الوصول إلى المنزل الذي كانت تتشغل فيه فاضمة، وجدوا خبرا مفجعا آخر في انتظارهم. ويتعلق الأمر بوفاة فاضمة، الذي نقلتهم لهم، وفق ما أكدته شقيقتها زهرة لـ “كود”، السيدة التي كانت تشتغل عندها، والتي تدعى حورية، مشيرة إلى أنها أخبرتهم أن جثتها توجد في مستشفى ابن رشد في الدار البيضاء، وأنها قد تكون دفنت.

أقارب قاضمة لم يصدقوا ما أخبرتهم به حورية، تضيف زهرة، وانتقلوا على الفور إلى موريزكو، حيث أكدت لهم إدارة المستشفى أنهم لم يستقبلوا أي فتاة بهذا الإسم، قبل أن يتوجهوا إلى مركز الشرطة لتقديم لم يعرف مصيرها إلى حدود اليوم.

تقول زهرة، لـ “كود”، “لا نعرف أي شيء عنها، هل هي حية أم ميتة، وهل دفنت وأين قبرها، ولماذا لم تأخذ مسارها القانوني ويجري إخبارنا بنتائج التحقيق”.

زهرة، التي ما زالت صورة أختها راسخة في ذهنها رغم أن آخر مرة رأتها فيها كانت ما تزال طفلة، قررت، بعد كل هذه السنوات، أن تعيد فتح هذا الملف، وقدمت، في 15 فبراير الماضي، شكاية إلى الوكيل العام باستئنافية الدار البيضاء، مبرزة أن الشكاية أحليت، يوم 18 أبريل الماضي، مصالح الأمن في ولاية الزرقطوني، حيث جرى الاستماع إليها في محضر رسمي، دون معرفة ما إذا كان جرى الاستماع إلى المشتكى به حورية، التي تشير المعطيات المتوفرة حولها إلى أنها تنشط في مجال تنكافت.

وأبرزت زهرة أن لديها ثقة كبيرة في القضاء والأمن لكشف حقيقة ما وقع لأختها لي بعد كل هذا السنوات لا يعرف ما إذا كانت في عداد الأحياء أو الأموات.