عمـر المزيـن – كود///
قال المفكر والباحث الأمازيغي، أحمد عصيد، إن “موضوع الهجوم على وزير الأوقاف المغربي من طرف تيار التطرف الديني اللاعقلاني في موضوع البنوك في الحقيقة موضوع مضحك ومبكي في آن واحد”.
وأوضح عصيد، في تصريح لـ”كود”، أن ما قاله الوزير هو ما تقوم به الدولة منذ 100 عام، وكذلك المواطنون المغاربة، أي منذ أن انتقل المغرب إلى الدولة الحديثة القائمة على النظام المصرفي الحديث.
وأضاف: “هذا النقاش الذي يصطنعه البعض في 2024 خاض فيه الفقهاء والنخب المغربية قبل قرن من هذا التاريخ، وكانت الكلمة الأخيرة لمنطق الواقع وقوة الأشياء التي جعلت المغرب يسير في طريق التحديث، وفتح الناس أرصدتهم في البنوك ودارت عجلة الاقتصاد، وقد اجتهد بعض فقهاء القرن العشرين ليميزوا بين الربا بمفهومه القرآني، والذي يقصد به ربا الأشخاص، وبين الفوائد البنكية التي هي منطق مؤسساتي منظم ومختلف تماما”.
وعصيد ذكر في ذات السياق، أن “التيار الديني المتشدد وبعد أن فشل في إيقاف عجلة التاريخ بدأ يقوم بالدعاية لما سماه “بنوك إسلامية”، التي هي في الواقع نوع من التحايل على الشعور الديني للمواطنين حيث يشتري البنك الإسلامي العقار بثمن بخس ويبيعه بثمن باهض جدا لأن الله أحل البيع في نظرهم وحرم الفوائد”.
ويرى أن “المتعاملين مع البنوك الإسلامية في النهاية يقعون في فخ النصب وهم يشعرون بالطمأنينة على أنهم لم يتعاملوا بالربا. بينما يستحيل لمؤسسة أن تستمر دون أن تربح، وهي تربح على حساب جيوب زبنائها لأنها باعت لهم بثمن مرتفع جدا”.
وزاد: “الخلاصة أن هذا النقاش يدل على التأخر الكبير للوعي الإسلامي عند التيار الإخواني والسلفي، ويظهر بوضوح بأنهم يضعون رجلا معنا في الدولة ورجلا خارجها”.
وكان الوزير أحمد التوفيق قال خلال الدرس الحسني الافتتاحي أمام الملك محمد السادس: “بعض المتكلمين في الدين قد أحرجوا ضمير المسلمين بالقول إن الربا هو الفائدة على القرض بأي قدر كانت، مع العلم بأن حكمة القرآن جاءت للقطيعة مع ممارسة كانت شائعة في بعض الحضارات القديمة وهي استعباد العاجز عن رد الدين بفوائد مضاعفة، وكان بعض فلاسفة اليونان قد استنكروا ذلك”.