حميد زيد ـ كود//

من حق طالب الطب أن تنفق عليه الدولة.

وأن تعلمه.

وأن توفر له الجامعة.

والمنحة.

والأستاذ.

طيلة مساره الدراسي.

وأن تصنع منه طبيبا.

من حقه أن يخطط منذ البداية للهجرة إلى ألمانيا وفرنسا.

من حق طالب الطب أن يستغل الدولة.

ويخدعها.

ويحتج عليها.

من حقه أن يضغط على الحكومة كي توفر له شروط الهجرة.

من حقه أن يناضل كي لا يبقى في المغرب.

من حق طالب الطب أن يرفض حيلة الوزارة الوصية كي يبقى طالب الطب في المغرب.

وكي يعالج المغاربة.

من حقه أن يهرب.

من حقه أن يحدد سنوات الدراسة التي يريد كي تتلاءم مع ملفه الذي سيدفعه إلى البلاد الذي سيذهب إليها.

من حق طالب الطب أن تكوّنه الدولة المغربية ليستفيد منه الأجانب.

من حقه أن يضمن مستقبلا أفضل.

من حقه أن يرفض شروط المغرب وقوانينه ويقبل شروط ألمانيا وفرنسا.

من حقه أن يستفيد من المغرب كي يتخلى عنه بعد ذلك.

من حقه أن تحصل عليه ألمانيا جاهزا.

ومتعلما.

وطبيبا.

وبالمجان.

ودون أن تنفق عليه أي درهم.

وحين يتعلق الأمر بطالب واحد.

أو بعشرة.

أو بمائة يكونهم المغرب ثم تستفيد منهم دول أخرى.

فلا مشكل في الأمر.

لكن المسألة تحولت إلى ظاهرة.

ولا يمكن لأي دولة في العالم أن تسمح بذلك.

ولا يمكن لألمانيا أو فرنسا أن تسمح باستفادة دولة ثالثة من خريجيها.

وغير أخلاقي

ولا قانوني أن يحصل ذلك كل سنة.

لكن من حق المناضل المدافع عن المال العام أن يدافع عن أنانية المواطن المغربي.

من حق هذا المناضل أن يشجع الطلبة على التنكر بلادهم.

ولمواطنيهم.

من حقه أن يساعد على إفراغ المغرب من أطبائه. ومن متعلميه.

من حقه أن يصفق للتحايل. ولعدم المسؤولية.

ومن حق من يدعي محاربة الفساد أن يساند مطلب طالب الطب في استغلال الدولة.

وفي خداعها.

وفي الاحتجاج عليها كي تجعل منه طبيبا.

بينما هو يضع نصب عينيه بلادا أخرى.

من حقه أن يدعو إلى المواطنة الفاسدة نكاية في الدولة وفي الحكومة.

من حق المناضل أن يدافع عن تقديم أفواج من المتخرجين على طبق من ذهب للخارج.

وما يهم المناضل هو الوقوف ضد الحكومة.

وضد الدولة.

وأي مطلب هو معه.

وأي احتجاج.

من حقه أن يتحدث عن تعنت الحكومة وعدم استجابتها لمطالب الطلبة “العادلة”.

فالاحتجاج كيفما كان هو عادل في نظره.

ويكفي أن تحتج لتكون على حق.

من حقه أن ينتقدها ويدعوها للاستجابة لمطالب طلبة الطب.

فالدولة في كل حالاتها مخطئة.

الدولة قاهرة.

الدولة قامعة ومتسلطة.

ولا بأس من استغلالها وتوظيفها والاستفادة منها

لا بأس من رفع شعارات مطلبية

تتعلق بشروط الدراسة والاكتظاظ

بينما الهدف غير المعلن هو المطالبة بتهيئ الطبيب المغربي

وتجهيزه

وتقديمه بالمجان لدول متقدمة.

تستغل دولة نامية مثل المغرب.

وتسرق أطباءها.

وتغريهم.

وتستدرجهم إليها.

لذلك من حق طالب الطب المغربي أن يتمتع هو الآخر بحرية التنقل

كما باقي المواطنين

من حق أنانية الفرد المغربي أن تتحول إلى مطلب

وإلى حق مشروع

كما من حق المحامي أن لا يؤدي الضريبة لأنه يمارس مهنة نبيلة

وكما من حق صاحب المصحة أن يتهرب بدوره من أداء الضرائب

بينما من واجب الدولة دائما

أن تنفق على طالب الطب من أموال دافعي الضرائب

كي يهرب

ويعالج أقواما أخرى

ومرضى

في بلدان أخرى

جريمة الجرائم فيها هي التهرب الضريبي

وهي تبديد المال العام

نعم من حق طالب الطب أن يستمر في صموده

إلى أن تذعن له الحكومة

وتصدره

جاهزا

وبالمجان

إلى الخارج.

ومن يعترض

ومن يحاول أن يفهم لماذا كل هذا الرفض لسنة ناقصة في مسار طالب الطب

ومن يتحدث عن هذه الظاهرة

فهو ضد الحرية

وضد حقوق الطلبة المشروعة

ومع تعنت الحكومة

ومع القمع الممارس على طلبة الطب الأبرياء.