حميد زيد كود /////

ما لا يعرفه أحد أني أنا من أسس حركة 20 فبراير. نعم أنا حميد زيد. هذا العبد الضعيف. أنا من أسسها. لكنهم سرقوها مني.
فقد اجتمعت أنا وسيبريت زاطا وأسامة الخليفي أول مرة في العاشر من فبراير في فيلا الأخت سعاد، التي عرفت في ما بعد بدفاعها المستميت عن المعتقل السلفي بوشتى الشارف، وكلفني الرفيق زاطا في ذلك الوقت بأن أكتب بيانا وأنشره في الصحافة، بحكم علاقاتي وتوفري على أصدقاء في معظم الجرائد والمواقع الإلكترونية.
ومباشرة بعد القنينة الرابعة، انفتح اليوتوب لوحده، وشاهدت شخصا لا أعرفه يقرأ البيان الذي كتبته، ولايذكر اسمي، ولا يعترف بي كزعيم، فقال لي زاطا رشيد عنتيد إني أشم رائحة خيانة قبل أن نقوم بثورة.
وبعد ذلك جاءت وداد ملحاف. وجاء نجيب شوقي. وجاءت غزلان بنعمر وهي تصيح لا وطن في الوطن. وجاءت حلومة خفيفة كريشة. ورفض سقراط أن يأتي من طنجة.
وجاء آخرون من كل المدن.
وجاءت جماعة العدل والإحسان على ظهر حصان مجنح
وجاء النهج متأخرا.
ولم يتعرف علي أحد. ولم يقل لي أحد بوركت يا رفيق.
وفي ليلة 19 فبراير شاهدت رفيقي زاطا في شاشة التلفزيون.
وكان أسامة الخليفي كل يوم أحد يسقط أرضا
وكانت تضربه قوات الأمن. ويتحداها.
وفي يوم من الأيام دخل هو وزاطا إلى البام. وتركوني وحدي في مواجهة الجماهير التي تتنكر لي. وفي مواجهة الدولة التي لم تبال بي ولم تحاول إغرائي ولم تترجني أن لا أقوم بالثورة وألا أقلب النظام الرجعي.
فقررت أن أنسحب.
لأن الوضع لم يعد مناسبا للقيام بأي شيء. ولانعدام الثقة. ولعدم اتصال البي بي سي بي.
والأدهى أن طائرة بدون طيار كانت تحوم فوق سطح شقتي على مدار الساعة.
في الصباح. وفي المساء. وفي الليل. وفي الفجر. وفي كل وقت.
وتطل علي من الشرفة. وتصدر صوتا مدويا. وابنتي تسألني من تكون. فأقول لها إنها جرادة حديدية.
وبعد ذلك جاؤوا بطوافة تهرهر في أذني كطريقة تعذيب. وابنتي تقول لي اقبض عليها. افتح النافذة واقبض عليها.
ولا أستطيع أن أقول لها إنها المخابرات. إنها الأجهزة.
وفكرت أن أخرج من البيت هربا من الطيارة بدون طيار ومن الطوافة التي تهرهر في أذني.
وذات يوم ذهبت إلى الرباط وتأخرت.
فتبعتني شاحنة سوداء. يقودها عفريت أزرق.
وخلف الشاحنة السوداء سرب دراجات هارلي دافيدسون يقودها رجال بجاكيتات سوداء وشوارب مفتولة.
وخلفهم مخبر صغير
وخلف المخبر الصغير نحلة في عينها اليمنى كاميرا فائقة الدقة.
وفي ذيل النحلة شوكة لاسعة مزودة بسم قاتل.
وفي السم القاتل قنبلة نووية.
فهرولت ودخلت إلى أقرب مطعم، طالبا بيتزا ومشروبا مركزا ومدوخا كي أنسى همومي، فسرقوا مني في ذلك المطعم دماغي، ومنذ ذلك الوقت، وأنا أخرف وأكذب وأكذب، وأنتظر ساعة الحساب.