الوالي الزاز -كود- العيون////
[email protected]

إستأثرت الإنتخابات الرئاسية الأمريكية والمنافسة الشرية بين الجمهوري، دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، بإهتمام كبير من طرف الرأي العام بالأقاليم الجنوبية للمملكة، بالنظر لإعتبارها محطة مهمة في تاريخ العلاقات المغربية الأمريكية والتعاطف الذي حظي به دونالد ترامب على ضوء موقفه الداعم لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي.

وتلقى الرأي العام في الأقاليم الجنوبية بإرتياح كبير عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض وفوزه بالرئاسيات الأمريكية، إذ ترى الأوساط بالصحراء المغربية في عودته للرئاسة خطوة مهمة فيما يخص نزاع الصحراء، لاسيما تزامنا والدينامية الدبلوماسية الكبيرة التي يقودها الملك محمد السادس في سبيل ترسيخ الوحدة الترابية ومغربية الصحراء.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الرابطة الصحراوية للديمقراطية وحقوق الإنسان، حمادة البيهي، في تصريحات خص بها “گود”، أن فوز الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، يعد حدثا مهما وذو رمزية نتيجة لتزامن إعلان فوزه بالإحتفالات المخلدة للذكرى الـ 49 لعيد المسيرة الخضراء، مشيرا أن عودته للأبيض تفتح آفاق واعدة لتعزيز الشراكة الإستراتيجية المتجذرة تاريخيا والتي تربط المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية.

واوضح حمادة البيهي، أن فوز دونالد ترامب بالرئاسة يأتي في سياق زخم مشهود تعيش على وقعه قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس، موردا أن توليه الرئاسة يفسح المجال أيضا لتعزيز موقف واشنطن الداعم لمغربية الصحراء، ولعب دور أساسي وأكبر في النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء نُصرة لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي، لاسيما على مستوى مجلس الأمن الذي تتولى فيه مهمة صاحبة القلم وصياغة قرارات مجلس الأمن الدولي.

وأفاد رئيس الرابطة الصحراوية للديمقراطية وحقوق الإنسان، أن فوز دونالد ترامب من شأنه تحقيق إنفتاح إقتصادي أكبر على الأقاليم الجنوبية للمملكة، خاصة وأنها باتت تتوفر على مؤهلات كبيرة في مختلف المجالات، وكذا مناخ أعمال آمن ومستقر يعد عامل جذب للإستثمارات الأمريكية، فضلا عن إستفادتعا من مبادرات ملكية حكيمة، خاصة منها المرتبطة بتسهيل ولوج دول الساحل للمحيط الأطلسي، مجددا التأكيد على أن عودته لرئاسة الولايات المتحدة يأتي لمواصلة مسار ترسيخ مغربية الصحراء وتجسيد واشنطن لدعمها للسيادة الوطنية.

ومن جانبه، يرى زين العابدين الوالي، رئيس المنتدى الأفريقي للابحاث والدراسات في حقوق الإنسان، في إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لولاية ثانية أهمية كبرى في ملف الصحراء المغربية، موضحا أن الإدارة الأمريكية، خلال ولايته الأولى، اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء، وهذا الإعتراف لا يمثل سوى تأكيد لحقيقة تاريخية وواقعية، مبرزا أن الصحراء مغربية منذ قرون، والمغرب يمتلك الشرعية التاريخية والحقوقية على هذه الأراضي، وهو ما يمنح هذا الاعتراف زخما للموقف المغربي وتأكيدا على إنتصار دبلوماسي حققه المغرب بقيادة الملك محمد السادس.

وإعتبر زين العابدين الوالي، في تصريحاته لـ “گود”، فوز دونالد ترامب تعزيزا جديدا في مجال الوحدة الترابية للمملكة، ومحطة مهمة في إطار تكريس السيادة الوطنية، مشيرا أن المملكة المغربية ستربح بعودته إدارة أمريكية أكثر صلابة في موقفها الداعم لمبادرة الحكم، مبرزا أن رئاسة دونالد ترامب سيكون لها التأثير الكبير لصالح المملكة المغربية فيما يخص النزاع، لاسيما على مستوى مجلس الأمن الدولي، وحتى على مستوى القوى العظمى دوليا، خاصة وأن شرعية مغربية الصحراء تحظى الآن بدعم بعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي.

وإعتبر زين العابدين الوالي، في تصريحاته لـ “گود”، الإعتراف الأمريكي لم يكن خطوة منفصلة، بل جاء في إطار الانتصارات الدبلوماسية المتتالية للمغرب، ورافقه دعم من دول أخرى كفرنسا وإسبانيا، مما يعزز الموقف المغربي ويدعم رؤيته لحل دائم وعادل، مردفا أنه أمام هذا الزخم الدولي، تبدو الجزائر في عزلة حقيقية، وتعيش تناقضات صارخة، إذ تدّعي أنها ليست طرفاً في النزاع، في حين تستمر في دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، مادياً وعسكرياً، وتستضيف قياداتها على أراضيها.

وأشار المتحدث، أنه بالنسبة للمغرب، فإن الخصوم الحقيقيين هم من يسعون لعرقلة التنمية والاستقرار عبر استثمارهم في نزاع مصطنع، مضيفا أن أن عودة دونالد ترامب ستفسح المجال أمام تقوية الشراكة الثنائية المغربية الأمريكية، وستُعزز التعاون الثنائي الذي سيكون له الأثر المباشر على الأقاليم الجنوبية، لاسيما وأن الملك محمد السادس يقود تنمية شاملة ونوعية لتعزيز الإستثمار وإنفتاح الصحراء المغربية على محيطها الأفريقي والأوروبي والأمريكي بناء على المبادرات الملكية المرتبطة بتعزيز الولوج لدول الساحل للأطلسي.

وشدد رئيس المنتدى الأفريقي للابحاث والدراسات في حقوق الإنسان في نفس السياق، أن عودة دونالد ترامب تعيد للواجهة إفتتاح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة، مشيرا أن إفتتاحها سيكون له الوقع السياسي والإقتصادي والتجاري الكبير، والذي سيكرس ريادة المملكة المغربية في هذه المجالات على المستوى الإقليمي والقاري.

وفي السياق ذاته، وتفاعلا مع حدث تخليد المسيرة الخضرا وإنتخاب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، أكد عبد الوهاب الكاين، نائب منسقة تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية ورئيس منظمة أفريكا ووتش، أن قناعة الكثير من الفاعلين الدوليين دولا وحكومات ومنظمات دولية تتعزز بأحقية المملكة المغربية في السيادة على صحرائها.

ويضيف رئيس منظمة أفريكا ووتش، عبد الوهاب الكاين، أن فرادة طرائق وعمل الديبلوماسية المغربية في العقدين الأخيرين مسنودة بتبصر الملك محمد السادس في الدفاع عن الوحدة الترابية، إنعكست على دينامية الاعترافات المتتالية بمغربية الصحراء وعزم الشركاء الدوليين على ترجمة تلك الاعترافات الى واقع وممارسة قنصلية واستثمارية واقتصادية تعود بالنفع على المنطقة.

ويرى نائب منسقة تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوي، أن إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعامة جديدة لترسخ وجاهة المقترح المغربي القاضي بمنح سكان الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موجها لتدبير أنفسهم بأنفسهم، وقوة حلفاء المغرب والداعمين لسياساته في المنطقة وعلى المستوى الدولي، والمتوجة باعتراف الرئيس ترامب منذ 2020، وهي الخطوة التي ستفتح آفاقا رحبة للتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية على أساس الريادة القارية والدولية.