حميد زيد – كود ///
هناك صورتان مثيرتان. وليست واحدة.
الأولى. وهي تلك التي جمعت بين الملك محمد السادس وولي عهد السعودية محمد بن سلمان وسعد الحريري في مطعم باريسي
أما الثانية. فقد نشرتها جريدة”الأحداث المغربية” مكتوبة. وتتحدث عن “لعب” قطري ما بورقة البوليساريو. وعن “أعمال مشبوهة” أخرى تقوم بها الدوحة “مقابل رشاوى تقدم لقيادات في الجيش الانفصالي المزعوم”.
وكما فاجأت الصورة الأولى عددا من المغاربة. واعتبروها عودة للعلاقات المغربية السعودية إلى سابق عهدها.
فإنها. كانت صادمة. من جهة أخرى. للبعض.
وظهر بيننا حزانى وهم يرون الملك محمد السادس يجالس محمد سلمان.
لأن تميم بن حمد لا يوجد في الصورة.
وتمنوه أن يظهر فيها محل محمد بن سلمان.
وكم كانت معالم الغم بادية عليهم وهو يرون الصورة.
وقد صدمتهم.
وتمنوا في قرارة أنفسهم أن تكون كاذبة.
وتمنوا أن تكون مفبركة.
وتمنوا أن يكون فيها تميم بن حمد.
فمنذ أيام وهم يتابعون تغريدات تركي آل الشيخ. والفرحة بادية عليهم. كي تسوء العلاقات أكثر بين السعودية والمغرب.
ومن شدة حبهم لقطر. تشعر بالفرح يغمرهم. ويطلبون من تركي المزيد.
ويطلبون من السعودية أن تعادينا.
وربما هذه أول مرة يظهر فيها هذا النوع من المغاربة.
مغاربة يحلمون بأن يقع التوتر بين دولتين تجمع بينهما علاقات تاريخية.
وأن تحدث القطيعة.
وكل هذا من أجل قطر.
ولأول مرة يغلب نوع من المغاربة مصلحة دولة أخرى على مصالح بلادهم.
ولذلك فاجأتهم الصورة. ولم يصدقوها.
أما الصورة الثانية. والتي كتبت عنها الأحداث المغربية. فلن يتحدث عنها أحد منهم.
ولن يشكك أحد في قطر.
فهي مقدسة. ولا يأتي منها إلا الحق.
وكل ما تقوم به فهو في مصلحة الشعوب. ومصلحة الربيع العربي.
ولو لعبت بورقة البوليساريو.
ولو لعبت بمصالح المغرب.
ولن نتوقع منهم أن يكتبوا عن هذا الموضوع.
ولن يروا الصورة الثانية. ولن يحللوها. ولن يقتربوا منها. وسيتظاهرون بأنهم لم يسمعوا بالخبر.
وسيستمرون في هيامهم بدولتهم.
وما يجعلهم سعداء
وما يفرحهم أكثر
هو أن تتوتر علاقات المغرب بالسعودية وبالإمارات
ولذلك كانت الصورة الأولى صادمة بالنسبة إليهم.
ومن فرط دهشتهم لم يصدقوها
وتملوا فيها بغيظ
و مع ذلك
لم يجرؤ أحد منهم على الكلام. ولا على التعبير عن مشاعره.