الوالي الزاز -كود- العيون///

[email protected]

سلط رئيس جماعة الداخلة، الراغب حرمة الله، الضوء في مداخلة له خلال المناقشة العامة لنزاع الصحراء بأشغال اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة مساء الأربعاء 8 أكتوبر على معاناة ساكنة مخيمات تندوف وتجنيد الأطفال ومختلف الانتهاكات التي تمارسها البوليساريو في حق الصحراويين بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.

واستحضر رئيس جماعة الداخلة، الراغب حرمة الله، في مداخلته بعض النقاط الرئيسية الواردة في تقرير نُشر عام 2024 أمام الجمعية العامة، والذي يكشف فيه تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية عن جانب من الفظائع التي ارتكبتها ميليشيات البوليساريو في مخيمات تندوف، مسلطًا الضوء على المأساة التي تعيشها النساء والأطفال، ودعوة التحالف للمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالاتجار بالبشر إلى زيارة المنطقة لتقييم الوضع واتخاذ التدابير اللازمة لوضع حدٍّ لهذه الانتهاكات.

وكشف الراغب حرمة الله أن التقرير يؤكد أن مخيمات تندوف لا تقع ضمن نطاق آليات الأمم المتحدة الدولية لحقوق الإنسان، ولا ضمن الاختصاص القانوني والقضائي للدول المضيفة، مما يجعل سكانها عرضة للاستغلال وسوء المعاملة بشتى أنواعها، مشيرا لإدانة التحالف بشدة ما يُسمى ببرنامج “عطل للسلام”، معتبرًا إياها عملية تلاعب تستهدف الأطفال الصغار من مخيمات تندوف.

وأوضح رئيس جماعة الداخلة أن يضع الأطفال في سياق ثقافي مناقض تمامًا لبيئتهم، داخل عائلات لا يعرف عنها أحد شيئًا، لافتا للخطر المحدق بالأطفال وتسليمهم إلى أشخاص مجهولين، مضيفا أن البرنامج يفصل الأطفال عن عائلاتهم وثقافتهم بنقلهم إلى بيئات غريبة عليهم، بل ومشبوهة أحيانًا، مما يُعرّضهم لمخاطر العمل القسري والاستغلال الجنسي، وفي بعض الحالات، العودة عن ديانتهم.

وركز الراغب حرمة الله في مداخلته على مجموعة من القصص التي يذكرها التقرير تلك المرتبطة بترحيلهم قسرا إلى دولة كاريبية، حيث أُجبروا على العمل القسري في حقول قصب السكر والتبغ، مع إخضاعهم لعمليات توظيف أيديولوجي وتدريب عسكري، مؤكدا أن بعض ضحايا عمليات الترحيل هذه موجودون في قاعة المناقشة الآن وقد سبق أن رووا شهاداتهم.

وشدد الراغب حرمة الله أن هذا الترحيل القسري للأطفال الأبرياء، ومعظمهم صغار السن، يمثل عبئًا حقيقيًا على العائلات الصحراوية التي ترفض تسليم مصير أطفالها إلى غرباء، كما تكمن المشكلة في هذه الحالة تحديدًا في الصعوبة البالغة لرصد هذه الانتهاكات وتوثيقها، مضيفا أن مخيمات تندوف مطوقة وتخضع لقيود لا توصف.

وحمّل الراغب حرمة الله في مداخلته طرفين أساسيين المسؤولية ويتعلق الأمر بالبوليساريو والجزائر البلد المضيف التي تترك ساكنة المخيمات تحت رحمة جلاديهم وترفض توفير أدنى حماية لهم بموجب القانون الدولي، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بتذكير مجرمي البوليساريو بوجود قانون دولي وإتفاقية دولية لحقوق الطفل تنطبق على جميع الدول الموقعة عليها.