حميد زيد كود ////
نريد دما اليوم.
نريده أن يجري في الشوارع والأزقة.
ولا نريد أن تنتهي المباراة بالتعادل السلبي.
نريدها مثيرة.
منذ أيام ونحن ننتظرها.
منذ أيام ونحن نترقب هذا الكلاسيكو.
منذ أيام ونحن ننتظر هذه المواجهة الحاسمة بين “شباب الريف” و”النظام القمعي”.
والذين ينددون بالانتشار الأمني هم في الحقيقة منتشون بذلك.
أما ناصر الزفزافي فلا يتحدث إلا عن الموت وعن أنهار الدم وعن الشهداء.
وستكون النتيجة سيئة بالنسبة إليه إن لم يهرق دم.
وإن لم يحدث تدخل عنيف.
لقد لاحظت السعادة بادية عليكم وأنتم تلتقطون صور شاحنات وسيارات الدرك والقوات المساعدة ورجال الأمن.
وتبدون خوفا
لكني أرى علامات الغبطة في عيونكم.
وتتمنون في السر مزيدا من قوات النظام القمعي.
صراحة
صراحة
تتمنونها أن تشتعل
ويعجبكم هذا الإنزال الأمني الكثيف.
ومن علياء الفيسبوك تحجزون مقاعدكم لتتفرجوا في مواجهة الموسم.
وتتمنون القتلى
وتتلمظون للدم المراق.
أما المعجم فلا يخلو من حرب ونصر وهزيمة وأحرار وحرائر واستدعاء للتاريخ.
وهي الآن معركة ونريد حسما.
نريد طرفا منهزما وطرفا منتصرا. ونريد فرجة. ومزيدا من الفيديوهات.
نريد فيلما عنيفا.
نريد رعبا حقيقيا ومصورا وعلى اللايف.
وكم ستكون الخيبة كبيرة حين لن يقع شيء من هذا.
كم سيكون الإحباط كبيرا بالنسبة إلى عشاق الدم
الكانيباليون
و زومبي الانتفاضات والثورة
ومحبو الحرائق.
ونتمنى ألا يقع أي شيء
نتمنى أن يمر الاحتجاج كأي احتاج
نتمنى ألا تكون فرجة ولا إثارة كما تتمنونها.
نتمنى ألا ينهزم الشعب والدولة معا في هذا النزال
وأن يتوقف التحريض.
أما أولئك الذين يستغربون وهم يرون جحافل الشاحنات والسيارات الأمنية
فهل أنتم جادون
نشطاء الحراك يقولون إن الريف عن بكرة أبيه في الشارع
ومع ذلك تستغربون وتبدون علامات الدهشة
ماذا كنتم تتوقعون
هل كنتم تتوقعون أن يرسل “النظام المخزني القمعي” ورودا للحراك
هل كنتم تتوقعون أن تكتب وزارة الداخلية بلاغا وتقول لهم واصلوا. نحن معكم.
وهل كنتم تتوقعون أن تحتضنهم الدولة
وتستجيب هي الأخرى لدعوة الإضراب العام
وهل كنتم تتوقعون منها أن تنسحب
وتترك الحسيمة دون رجال أمن ودون أجهزة تدخل سريع
وأي حراك هذا
وأي إضراب
لا دولة فيه لتزجره
ولا سلطة لتقمعه.
إلا إذا كنتم ترفضون أن تكون هناك دولة
وتكون سلطة
لكن أين يوجد هذا
أين توجد دولة
لا تقوم أجهزتها بإنزال كبير
حين تكون لها مدينة مثل الحسيمة
ولها طبيعة الحسيمة وتضاريسها
ولها بعدها عن المركز
ولها حساسية الحسيمة
وتاريخها.