كود : يونس أفطيط
الامر بسيط جدا، وزير دولة توفي، عائلته تتوقف هنا وهي الوحيدة من لها الحق في المطالبة بالكشف عن التحقيق في وفاته، وهي الوحيدة المخولة لها بالتشكيك، لكن المغرب برمته أصبح يطالب بالكشف عن الحقيقة، الجميع يرغب في معرفة من أجبر باها على الحضور إلى مكان وفاة الزايدي.
لقد جعلت وفاة عبد الله باها الجميع محققين، وفي الوقت التي تعددت الروايات وبدأت الاسطورة تتشكل حتى يصنع المغاربة زاوية جديدة ومريدين وأتباع، فإن الزوبعة لم تهدأ بعد وفي كل يوم تخرج إشاعة جديدة وتحليل جديد.
السؤال هو ما الذي يريده المغاربة؟ والجواب البسيط هو رغبة المغاربة في تحويل الوفاة إلى قتل متعمد، يراوغون ويتساءلون وفي كل الاسئلة نتجه نحو جواب واحد، المخزن قتل باها، ولماذا؟ لأننا شعب يؤمن بنظرية المؤامرة، نؤمن بأن إسرائيل تتأمر علينا، أمريكا فرنسا إسبانيا موريتانيا مصر الخليج آسيا الصفراء، ونحن أيضا نتآمر على بعضنا البعض، هذا هو إيماننا الراسخ.
لكن رغم محاولاتنا كمحققين أن نجد حل لغز وفاة عبد الله وننال شرفا بإتهام المخزن أنه القاتل، فإننا لم نجد جوابا شافيا لماذا قد يقتل المخزن وزير الدولة؟ لذلك حاولنا أن نقول بأن المهدي بن بركة تعرض لمحاولة إغتيال في قنطرة وادي الشراط، والزايدي توفي في وادي الشراط وباها توفي بشكل غامض في وادي الشراط، لذلك فطبيعي أن المخزن وطيلة نصف قرن وهو يستعين بهذا الواد لتصفية أعداءه، لكننا لا زلنا غير مقتنعين أيضا لأننا نتساءل دائما في دواخلنا هل كان باها فعلا عدوا للمخزن؟.
لقد مات الرجل، وقبله مات الملايين بشكل غامض، لا أحد يعلم ظروف وفاتهم، ولا أحد يعلم الاسباب التي أدت إلى وفاتهم، لكن هناك شيء واحد نعلمه جميعا وهو أنهم ماتوا وكيفما كانت طريقة الوفاة فإن النبش لن يعيدهم إلى الحياة بل يزيد من تعميق جراح ذويهم فقط.