كود///
غَمَر الفرح الزوجان كريزي وراين راين غريلكي واللذان يعيشان في أطلانتا كثيراً عندما علما أنهما سيرزقان بطفل، وبعد 5 أسابيع علم الزوجان أنهما سيحظان بصبي لذا قررا أن يسمياه باركر. لكن خلال الأسبوع الـ20 تلقى الزوجان خبراً سيئاً أفسد هذه الفرحة.
وأوضح الأطباء للزوجين أن الطفل يعاني من انسداد بين البطين الثالث والرابع من دماغه يمنع سيلان السائل الشوكي. فكان دماغ باركر الصغير مُهَدَداً.
أنهت كريزي حملها، فوُلِد الصبي الصغير يوم 9 أيلول/ سبتمبر 2008 مصاباً بمرض اسمه استسقاء الرأس. وفي الحالة الطبيعية عنجد الولادة يملأ الدماغ نسبة 95% من رأس الطفل الذي يكون بصحّة جيّدة تاركًا نسبة 5% من السائل الشوكي. ولكن عند باكر كانت الحالة معاكسة، ففي رأسه 95% من السائل و5% فقط من المسافة للدماغ. وبالتالي كان رأس باركر كبير جدًا ومشوّه بالكامل بسبب المرض.
وكان على الطفل أن يخضع لعملية جراحية بعد أيام قليلة على ولادته، وذلك لتصريف السائل إلى خارج الرأس وتخفيض الضغط في الجمجمة، شعر الوالدان بالقلق ولم يبتعدا عن سرير الطفل، ويقول الأب ريان: “لم أترك سريره ولا أي مرّة وأنا أصلّي له وأمسك بيده وأداعب رأسه. كان حبّي الأبويّ غير المشروط موجودًا أكثر من أي وقت مضى”.
بعد أسبوعين من الولادة والعملية استطاع باركر ووالدَيه أن يعودوا إلى المنزل، وذلك بعد أن ساعدهم فريق طبي ماهر جداً، وبدأ باركر بعد 4 أسابيع بالخضوع لعلاج طبيعي لإصلاح الأضرار التي نجمت عن المرض.
وبعد 6 سنوات من العلاج والجهد الهائل الذي بذله هذا الطفل على الرغم من صغر سنه كان التقدم هائلاً، وقالت والدته: “كان يستغرق وقتًا ليجلس ويرفع رأسه. ولكنه لم يدبّ أبدًا بل مشى مباشرة”.
ويعيش باركر الآن بحالة جيدة، كما أنه أحد أفضل التلاميذ في صفّه، ولكن عليه أن يتابع جلسات العلاج الطبيعي لأن نموّه لم يكن “طبيعياً” ويستغرق بعض الوقت لكي يستوعب بعض الحركات. كما أن عليه أن يقوم بأقصى حدّ من الرياضة لكي يطوّر تنسيقه.
وفاجأ باركر الأطبّاء كثيرًا بتطوّره الإيجابي الذي تخطّى كافّة توقّعات الفريق الطبيّ نظرًا لحالته عند ولادته.