مراكش و م ع/
تقاسمت المخرجة وكاتبة السيناريو الفرنسية، جوستين تريي، مع جمهور فقرة «حوارات» في الدورة الـ21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، اليوم السبت، بشفافية تامة، خلفيات أعمالها السينمائية والروافد الملهمة لمشاريعها الفنية.
واستعرضت المخرجة الحائزة على جائزة الأوسكار، أمام جمهور شغوف برؤيتها الإخراجية، خصوصيات أعمالها، حيث تمتزج ببراعة عالية الأنواع الروائية والوثائقية وتتجاور الأسئلة الأخلاقية والقضايا الاجتماعية.
تقول جوستين تريي إن السينما تشكل أداة حقيقية تتيح استكشاف تعقيدات الكينونة الإنسانية والقضايا الاجتماعية، داعية المشاهد إلى تفكير أوسع في الأفلام التي ترى أنها “أرضية للعب وتوظيف لمختلف المواضيع التي تشغل بال المبدع”.
وفي معرض استحضارها لمكانة المرأة في أعمالها، أبرزت جوستين تريي أهمية تمثيل أصيل لصوت المرأة في السينما، مشيرة إلى أنها تسعى من خلال رؤيتها الفنية إلى استكشاف الديناميكيات المعقدة والخاصة للعلاقات الأسرية في مجملها.
وحرصت المخرجة الفرنسية على التنبيه الى أن الأمر لا يقتصر على وضع المرأة في مكانة متصدرة فحسب، بل يتمثل في عرض التجارب النسائية في تنوعها، خارج مدار النماذج التبسيطية أو المثالية.
وأثير خلال الجلسة الحوارية سؤال الأخلاق في أفلام جوستين تريي التي أكدت أن أعمالها تدعو الجمهور إلى التفكير بعمق في تعقيد السلوك البشري.
وبخصوص مسارها المتميز الذي نقلها من إخراج الأفلام الوثائقية إلى الروائية، أشارت المخرجة الى أن هذا التطور تطلب الكثير من الجهد والجرأة.
وشكل الفيلم الوثائقي في تجربتها “مدرسة حقيقية للإصغاء والصبر”، بينما سمح لها الفيلم الروائي بإطلاق العنان لإبداعها وإحساسها، مما أضفى لمسة خاصة على أعمالها، في إطار تبديد الحدود الفاصلة بين الحقيقة والخيال.
يذكر أن جوستين تريي حصلت على العديد من الجوائز المرموقة خلال مسيرتها الفنية، ومنها جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو أصلي عن فيلمها “تشريح سقطة” عام 2024، وجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عن نفس الفيلم عام 2023، وبذلك أصبحت ثالث مخرجة تتوج في تاريخ هذا المهرجان. كما فازت بجائزة غولدن غلوب.