محمود الركيبي -كود- العيون //
فخطوة جديدة تؤكد إصرار نظام جنوب أفريقيا على التمسك بمواقفها العدائية تجاه المغرب ووحدته الترابية، عينت بريتوريا سفيرا جديدا لها لدى جبهة البوليساريو، الذي قدم نسخا من أوراق اعتماده لزعيم الجبهة ابراهيم غالي.
ويأتي هذا القرار ليعكس مرة أخرى التماهي التام بين السياسة الخارجية لجنوب أفريقيا وأجندة النظام الجزائري، في تجاهل تام لمبادئ القانون الدولي واحترام سيادة الدول، فعوض أن تلعب بريتوريا دورا بناء في دعم جهود الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد حل سياسي واقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء، يواصل نظام حزب المؤتمر الوطني الأفريقي اتخاذ مواقف منحازة تخدم الأجندة الجزائرية وتساهم في تأجيج التوتر في المنطقة.
واللافت أن هذا التصعيد يأتي في وقت بات فيه المجتمع الدولي أكثر اقتناعا بأن الحل الوحيد والواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء، هو مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، والتي تحظى بدعم متزايد من القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، إلى جانب العديد من الدول الإفريقية والعربية، التي افتتحت قنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
إن إصرار جنوب أفريقيا على المضي قدما في هذا النهج المنحاز والذي ظل يعيق تطوير العلاقات بين الرباط وبريتوريا، رغم المبادرات المغربية العديدة لتطبيع العلاقات ومد جسور التعاون بين البلدين، يضعها في تناقض واضح مع الدينامية الإيجابية التي يشهدها الملف على المستوى الدولي، حيث تتزايد الاعترافات بمغربية الصحراء، وتواصل الأمم المتحدة الدفع نحو حل سياسي عملي وذي مصداقية، يقوم على الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية.