عمـر المزيـن – كود//
بعد القرار الملكي المتعلق بإقرار السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، ثمنت جمعيات وكونفدراليات أمازيغية هذا القرار التاريخي الحكيم ذي الدلالات العميقة وتعبر عن اعتزازها به.
وأكدت أن القرار الملكي بما يحمله من دلالات، وما يمثله من رمزية قوية، يعتبر ثورة ثقافية هادئة من أجل ربط ماضي المغرب بحاضره، لبنة جديدة في مسار البناء الديمقراطي والترسيم الدستوري للأمازيغية، وإعادة تأسيس مفهوم الوطنية المغربية، ومعنى الانتماء، حيث سيصبح احتفال المغاربة بجميع فئاتهم بالسنة الأمازيغية بأشكال مختلفة من شمال المغرب إلى جنوبه، مظهرا حضاريا من مظاهر قوة اللحام الوطني وعمق وحدة الشعب المغربي في تنوعه الثقافي واللغوي والحضاري.
وأضافت: “أن إقرار السنة الأمازيغية عيدا وطنيا إلى جانب الأعياد الدينية والأعياد الوطنية، يعبر عن استيعاب عميق لقوة الخصوصية المغربية، وما لها من أدوار حيوية في بناء الشعور الوطني وترسيخ ثقافة التجذر في أصالة منفتحة على العالم، وعلى مكتسبات الإنسانية، مع ما تحمله من قيم التسامح والمشاركة، وهي القيم التي مكنت المغرب عبر تاريخه الطويل من الاستمرار قويا في مواجهة التحديات المختلفة، عبر الحقب والأزمنة، وجعلت منه بلدا مهاب الجانب، ملهما للأجيال المتعاقبة”.
كما ذكرت أن تفعيل القرار الملكي وكذلك المقتضيات الدستورية والقانونية الأخرى المتعلقة بالهوية المغربية، يتطلب استكمال مشروع إعادة قراءة تاريخ المغرب من أجل جعل الأجيال القادمة على وعي تام بقيمة ودلالات الرموز الهوياتية الوطنية.
كما يقتضي ذلك، حسب 13 هيئة أمازيغية، إدراج كل العناصر المكونة للثقافة الوطنية في البرامج التعليمية والمقررات الدراسية، وفي وسائل الإعلام كافة، لتعريف أجيال الناشئة والشباب بحضارة وتاريخ بلدهم في تعدده وتنوعه الثقافي واللغوي، ويشعروا بالاعتزاز في الانتماء إليه والمشاركة في بناء نهضته.